والخوارج منهم الصفرية بنواحي وهران وتلمسان وتيلغمت فيما بين الاغواط ومزاب، ومنهم الاباضية بممكلة تيهرت، وبقوا بعد سقوط بني رستم بمزاب وورقلة ووادي ريغ والحضنة وجبل أوراس والزاب والجريد.
والشيعة منهم الزيدية بالمملكة الادريسية والاسماعيلية بالمملكة العبيدية.
وقضى على هذه المذاهب المعز بن باديس فغلب المذهب المالكي.
وانحصر المذهب الاباضي بالصحراء في أرض مزاب وورقلة.
وكان انقسام البربر على تلك المذاهب لما بين قبائلهم من منافسات وعداء، فتلك المذاهب فيهم نتيجة السياسة لا ربيبة العلم، ومع ذلك فلا بد ان يبقي المذهب أثرا في اتباعه وان استبدلوا به غيره، لان العامي ليس معه من العلم ما يفرق به بين المذهبين، فتجتمع لديه المتناقضات من حيث لا يشعر، ولو تجرد عالم مفكر لدرس وسطنا مثلا من حيث المعتقدات لالفى بين جنبي الواحد عقائد مختلفة كان أهلها يتقاتلون من أجلها ثم هو لا تحارب أجزاؤه بعضها بعضا! وقد استغل جهل العامة بحقيقة ما تدين بها كثير من الناس في أوقات مختلفة يتظاهرون لها بمذهبها قولا ويصرفونها عنه فعلا.
وكان منهم من ادعى النبوءة فلم يعدم انصارا. ففي سنة ٢٣٧ قام رجل مؤذن بناحية تلمسان. وادعى النبوءة. وتأول القرآن على غير وجهه. ونهى عن قص الشعر وتقليم الاظفار. ويقول لا تبديل لخلق الله. كأن ازالة تلك تبديل للخلقة! فاتبعته العامة. وطلبه أمير تلمسمان. ففر الى الاندلس. وشاع خبره هنالك ايضا. فقتله الامير بعد الاستتابة.
وليست غاية هؤلاء المتنبئين الا نيل سيادة دينية. ولم يحمل الناس على اتباعهم الا الجهل بدينهم لا كما ظن بعض كتاب عصرنا