للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن ملوك صقلية القائمين فيها بدعوة العبيديين".

"وانحازت أمم النصرانية باساطيلهم الى الجانب الشمالي الشرقي منه من سواحل الافرنجة والصقالبة وجزائر الرومانية لا يعدونها.

واساطيل المسلمين قد ضرت عليهم ضراء الاسد على فريسته. وقد ملأت الاكثر من بسيط هذا البحر عدة وعددا واختلفت في طرقه سلما وحربا. فلم تسبح للنصرانية فيه ألواح".

"حتى اذا أدركت الدولتين العبيدية والاموية الفشل والوهن وطرقها الاعتلال مد النصارى ايديهم الى جزائر البحر الشرقية مثل صقلية واقريطش ومالطة. فملكوها " اهـ.

هذا كلامه في العصر العربي نقلناه بطوله لاهميته. فان من يرى اليوم اختصاص النصارى بهذا البحر يظن ان المسلمين لم تكن لهم عليه يد ويغفل عن آية {وتلك الايام نداولها بين الناس}.

وللادباء قصائد ومقطعات في وصف الاساطيل. منها قول ابن هانىء الاندلسي:

معطفة الاعناق نحو متونها ... كما نبهت ايدي الحواة الافاعيا

اذا ما وردن الماء سوقا لبرده ... صدرن ولم يشربن غرقي صواديا

اذا اعملوا فيها المجاذيف سرعة ... ترى عقربا منها على الماء ماشيا

ولغيره:

وياللجواري المنشطآت وحسنها ... طوائر بين الماء والجو عوما

اذا نشرت في الجو اجنحة لها ... رائت بها روضا ونورا مكمما

وان لم تهجه الريح جاء مصافحا ... فمدت له كفا خضيبا ومعصما

مجاذف كالحيات مدت رؤوسها ... على وجل في الماء كي تروي الظما

كما أسرعت عدا أنامل حاسب ... بقبض وبسط يسبق العين والفما

هي الهدب في اجفان أكحل أو طف ... فهل صنعت من عندم او بكت دما؟

<<  <  ج: ص:  >  >>