وكان وزير يحي ميمون بن حمدون. ومن عماله اخوته القائد بالجزائر والحارث ببونة والحسن بقسنطينة وجوشن بالقلعة.
وفي سنة ٥٤٧ استولى الموحدون على بجاية. ونقلوا يحي الى مراكش وتوفي بسلا سنة ٥٥٨.
قال لسان الدين:"وكان يحي بن العزيز فاضلا حليما فصيح اللسان والقلم مليح العبارة بديع الاشارة. وكان مولعا بالصيد مغرما به، كلفا بالمارين يحضر منهم عنده نحو العشرين بين رجل وامرأة من شيوخ وعجائز وحمقى. فكان يستلقي في بيته على الفرش الوثيرة الحشايا ويستدعي المضحكين وجوارح الصيد. فيختبر هذا البازي ويتفقد هذا الكلب ويستنهض هذا المضحك في النوع الذي سلكه فيلهيه ويضحكه. ويجلس ابدا بين يديه اخواته تقسوط وأم ملال وشبلة في زي العرائس من الحلي واللباس. فلا يزال كذاك الى أن ينام. ثم يغتدي الى الصيد هكذا انقضت أيامه.
" وكان قد ولي ابنه المنصور عهده. فتوفي في حياته. وعظم وجده عليه. ولما اضطرب حاله بظهور الموحدين لحق بقسنطينة ثم نزل لهم عنها مستأمنا لنفسه وسكن بقصر ابن عشرة بسلا وكانت وفاته به سنة ٥٤٤" اهـ.
وما قدمناه من تاريخ وفاته عن ابن خلدون. وقال صاحب المعجب ان غزو عبد المؤمن لبجاية كان سنة ٥٤٠ وان عبد المؤمن نقل معه الى مراكش يحي واعيان دولته. قال:
" فحين وصلوا أمر لهم بالمنازل المتسعة والمراكب النبيلة والكسي الفاخرة والاموال الوافرة. وخص يحي من ذلك باجزله واسناه واحفله. ونال يحي هذا عنده رتبة عالية وجاها ضخما. واظهر عبد المؤمن عناية به لا مزيد عليها بلغني من طرق عدة ان يحي بن العزيز