وسابعهم باديس. ولي بعد أبيه. وكان عظيم السطوة شديد الباس سريع البطش. قتل عبد الكريم وزير ابيه لاولى ولايته. ونكب عامل بجاية. وعزل اخاه العزيز عن ولاية الجزائر. وغربه الى جيجل. وتوفي ثالت عشر ذي الحجة قبل ان يستكمل سنة.
وثامنهم العزيز. بايعه بعد وفاة اخيه علي بن حمدون قائد الاسطول بعدما احضره من جيجل. وكان حسن الخلق معتدل الطريقة. صالح زناتة. وتزوج بنت ماخوخ. وملكت اساطيله جربة. ونازلت جيوشه تونس. فخضع له صاحبها احمد بن عبد العزيز الخرساني. وبنو خراسان قيل انهم صنهاجيون. وطالت مدته فنالت الدولة على عهده امنا ورقيا وعلما. واستوطن بجاية الى ان مات. واخذت القلعة في الانحطاط.
وتاسعهم يحي بن المزيز. جهز الى الشرق عسكرا بقيادة مطرف ابن علي بن حمدون. قيل سنة ٥٢٢ وقيل سنة ٥٢٩. حاصر المهدية من غير طائل. وفتح تونس. وحمل صاحبها احمد بن عبد العزيز الى بجاية. فولى يحي على تونس عمه كرامة بن المنصور الى ان مات.
فخلفه اخوه ابو الفتوح بن المنصور الى ان مات. فخلفه ابنه محمد.
ولم تحمد سيرته. فعزل بعمه معد بن المنصور الى أن عاد أمرها لبني خراسان، فاخرج الى بجاية سنة ٥٤٣.
وفي هذه السنة خرج يحي الى القلعة لافتقادها ونقل ما بقي منها، وفيها استولى النرمان على المهدية. وأراد صاحبها اللحاق بعبد المؤمن فكتب الى يحي يستأدنه في زيارته والتوجه من عنده الى عبد المؤمن.
فاجابه بالتوجه لما جرى عليه والحث على الوصول اليه والعدول عن قصد غيره. فتوجه الحسن الى بجاية ولاقاه القائد بن العزيز. فعدل به بأمر أخيه إلى الجزائر. فانزله وأولاده بها. وامر يحي بمراقبته حتى لا يلحق بعبد المؤمن او يراسله.