وسادسهم المنصور، أتته الكتب والرسل من يوسف بن تاشفين وتميم بن المعز وغيرهما بالتهنية والتعزية. واكمل عمل ابيه في تحضير الدولة والمحافظة على سلامتها. وانتقل الى بجاية سنة ٨٣ وتوفي في ربيع الاخير.
قال لسان الدين:"وكان قائما على أمره حميد الخلل ضابط الامور يكتب ويشعر. ويذهب في أموره مذهب ابي جعفر المنصور من رقع الثياب والتحفظ على القليل من الاشياء. وعليه قدم معز الدولة بن صمادح لما فر من المرية امام المرا بطين فاقطعه تدلس ونظرها " اهـ.
وكان وزيره عبد الكريم بن سليمان.
واستبد عليه عمه بلباز بقسنطينة فسرح اليه أبا يكنى بن محسن ابن القائد بن حماد، وعقد له على قسنطينة وبونة، فقبض على بلباز واشخصه الى القلعة، وأقام واليا بقسنطينة، وولي اخاه ويغلان على بونة.
ثم خالف ابو يكنى على المنصور سنة ٨٧ واوفد أخاه من بونة على تميم بن المعز بالمهدية واستدعاه لولاية بونة، فبحث معه تميم ابنه ابا الفتوح، فنزل بونة مع ويغلان، وكاتبوا المرابطين وجمعوا العرب على أمرهم.
فسرح المنصور عساكره لحربهم، فحاصروا بونة سبعة أشهر تم اقتحموها عنوة، وقبضوا على ابي الفتوح بن تميم، وبعثوا به الى المنصور. فاعتقله بالقلعة. ثم نازلوا قسنطينة واضطربت احوال ابي يكنى. فخرج الى قلعة بجبل اوراس وترك بقسنطينة صليصل ابن الاحمر من رجالات الاثبج فنزل صليصل عنها للمنصور على مال بذله له.
أقام أبو يكنى باوراس يردد الغارة على قسنطينة. فنازلته العساكر. وحاصرته بقلعته. ثم اقتحموها عليه وقتلوه.