فخفف لفظا ورسما. وكان الناصر جريئا على سفك الدماء شديد الغيرة على النساء جوادا عالي الهمة تغلب على الثوار. وحافظ على الممالك الغربية وتوسع في الجهات الشرقية، واختط بجاية ونسبها اليه، وعني بالعمارة. وقصده الشعراء. وطالت مدته. فثبت اركان الدولة لعقبة. وتوفي يوم الجمعة سابع جمادى الاولى بقصره ظاهر بجاية. وحمل الى بجاية ودفن بها.
ثار عليه بنو رمان ببسكرة. فخرج اليهم وزيره خلف بن حيدرة. فغلبهم. وحملهم ومن مالأهم من أعيان بسكرة الى القلعة.
فصلبوا بها وولي مكانهم عروس بن سندي. ثم خرج الناصر ليتفقد المغرب. فوثب علي بن ركان على تاقربوست دار المملكة فيمن معه من عجيسة. فرجع اليهم من المسيلة. فسقط في ايديهم وانتحر علي بن ركان.
وكان الناصر يقع قي تميم بن المعز ويذمه في مجالسه ووقعت بينهما حروب ثم اصطلحا سنة ٦١ وزوج تميم ابنته بلارة من الناصر.
وسيرها اليه من المهدية في عسكر. واصحبها من الحلي والجهاز ما لا يحد وحمل اليه الناصر ثلاثين الف دينار. فردها عليه. واخذ منها دينارا واحدا. وابتنى الناصر لها قصرا باسمها.
وكانت وزارته لابي بكر بن ابي الفتوح وخلف بن حيدرة. ثم سعت صنهاجة للناصر بخلف. فقتله. واستوزر مكانه أحمد بن جعفر ابن افلح. ومن عماله اخوته كباب بمليانة ورومان بحمزة وخزر بنقاوس. وبلباز بقسنطينة وابنه عبد الله بالجزائر ومرسي الدجاج وابنه يوسف باشير ومما فيل فيه: