لرعيته والاخافة لاقرانه والاستبداد على زمانه غاية من سلف من جبابرة الارض وسمع به من فراعنة الابرام والنقض".
"حدث انه آب مرة من بعض غزواته ومال الى الراحة، فأمر باحضار آلات الانس وأدواته، وأمر قيمة جواريه باحضار زوجه ابنة عمه لم ير بعدها زعموا ولا قبلها ابدع ظرفا ولا افتل طرفا فحضر كل ما أمر به، وخطر بباله الغزو، قالت قيمته: وكأني انظر الى الكاس في يده والى ابنة عمه قائمة على رأسه، فاعتذر اليها وقام من حينه، فوضع الكاس مليء في طاق وطبع عليها، وأمر بالركوب من حينه الى غزو المغرب، فوطيء ارض فاس. ثم رجع، فجلس ذلك المجلس بعينه. واستدعى كاسه تلك وابنة عمه، وقضى وطره من لذة نفسه".
"وكان قلما يركب الا دارعا مولعا بالادلاج مؤثرا للانفراد.
وفي الليلة التي يقتل من صبيحتها اقسم لا يدلج الا حاسرا وليقين الناصر اذا نزل ولو كان أسدا خادرا، فما بدا الصبح حتى لقيه الناصر كالمسلم عليه، وما راجعه الكلام حتى جلله الحسام واراح منه البلاد والانام".
" ثم قام مقامه واستظل اعلامه. وأمر برفع راسه امامه، فظن الناس بلقين قد قتل بعض اتباعه. فلما طلعت الشمس حشر الناصر أقاربه وزعماء الدولة فاطلعهم على جلية الخبر وانه انما قتله لقتله اخته لا طلبا للملك، ففكروا قليلا، ورأوا انه لم يجسر على قتله الا وله اشياع. وارتاب كل بمن يليه، وأنهب الناصر خزائن بلقين ذؤبان العرب وصقورة زناتة، فالستمال قلوبهم، وطوى المراحل الى القلعة فسبق الاخبار " اهـ.
وخامسهم الناصر بن علناس. واصله علا الناس او علاء الناس.