وكان أبوه اوصاه ان لا يخرج من القلعة لمدة ثلاث سنوات وان يحسن الى عمومته، فخالف وصيته وعزم على عزلهم. فخرج عليه عمه يوسف وأسس قلعة في جبل منيع سماها الطيارة فانتقم منه محسن بقتل اربعة من عمومته، فازداد يوسف نفورا.
وكلف محسن عامله على بلد اكريون ابن عمه بلقين بن محمد ابن حماد بحرب عمه يوسف، وأصحبه من العرب خليفة بن مكن وعطية الشريف في جمع من قومهما، وأسر اليهما قتله، فقال خليفة لقومه: ان بلقين لم يزل محسنا الينا فكيف نقتله؟ فاتفقوا على اعلامه بنية محسن وهونوا عليه قتله.
استعد بلقين لحرب ابن عمه وبلغ خبره محسنا وهو خارج القلعة فأحذ السير اليها. ولكن بلقين أدركه، فقتله، ودخل القلعة ليلا وملكها.
ورابعهم بلقين بن محمد. تغلب على الملك بقتل ابن عمه، وكان شهما قرما حازما شجاعا جريئا على العظائم سفاكا للدماء، ابتدأ بسفك دم وزير محسن، وأستوزر خلف بن حيدرة، ونكب آل رمان أصحاب بسكرة سنة ٥٠ لمخالفتهم عليه ومخالفتهم للاثبج.
وكان كثير الغارة على المغرب حتى سئمته الرعية لايغاله بها في أرض العدو، وكان له أخ اسمه مقاتل فمات، واتهم به زوجه تانميرت ابنة عمه علناس. فقتلها. فتربص به أخوها الناصر، حتى أمكنته فيه الفرصة بتسالة وهو آيب من غزو فاس، فقتله.
ونقل لسان الدين عن ابن بسام ما ملخصه: "كان بلقين أحد جبابرة الاسلام المفتاتين على الايام لا يملأ يده الا من لبدة اسد ولا يسرح لحظه الا في نهاب بلد، قد تجاوز في شذوذ أمنيته وقهره