للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتلت عدي أحد بني رياح واصطلح القبيلتان. فرأى تميم بن المعز ان عداوتهم أولى بسياسته. فقال يخاطب رياحا:

متى كانت دماؤكمو تطل .. أما فيكم بثار مستقل

أغانم ثم سالم ان فشلتم ... فما كانت أوائلكم تذل

ونمتم عن طلاب الثار حتى ... كأن العز فيكم مضمحل

فعمد أخوة المقتول. فقتلوا أميرا من عدي. وهاجت الفتنة حتى انجلت عدي الى طرابلس.

وكانت حروب ايضا بين الاثبج ورياح. فوفد رجال من الأثبج على الناصر بن علناس وعقدوا معه حلفا على رياح وزغبة. فخشيء تميم ابن المعز ان يتقوى عليه الناصر ويسلبه ملكه فامد عليه رياحا بالمال والسلاح والجنة.

ثم ارسلت رياح وزغبة الى الاثبج ومن معهم من عدي يحذرونهم مساعدتهم للناصر وانه ان انتصر علينا مال عليكم بصنهاجة وزناتة.

فأهلككم وانه لا مقام للعرب الا مع خلف ملوك صنهاجة وضعفهم.

فالستصوب الاثبج رأي اخوانهم. وواعدوهم الغدر به متى نشبت الحرب على ان يكون لهم ثلث الغنيمة.

فخرج الناصر سنة ٤٥٧ لحرب رياح وزغبة في جموع الاثبج وعدي وصنهاجة وزناتة. وكانت زناتة قد اتفقت مع الاثبج على الخديعة. وكان للناصر أخ أسن منه اسمه القاسم. فنهاه عن الخروج. وقال له: أقم ببلادك وابعث إلى هؤلاء العرب وصانعهم ياتوك طائعين وفي نوالك طامعين. فابى الا الخروج.

كان اللقاء بفحص سبيبة. ودارت رحا الحرب. فانخذل العرب وزناتة. وحقت الهزيمة. فاخذ القاسم من اخيه الناصر العمامة والراية وقال له انج بنفسك كي تحفظ الملك. وقاتل هو حتى قتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>