قال ابن الاثير:"ومات من جموع الناصر اربعة وعشرون الفا - وغنم العرب معسكره بسلاحه وماله ودوابه وكل ما اشتمل عليه- واقتسموا الغنيمة على ما شرطوا أولا، وبعثوا بالالوية والطبول وخيم الناصر بدوابها الى تميم. فردها عليهم مستقبحا أخذ سلب ابن عمه " اهـ.
واتبعت رياح الناصر الى قسنطينة ثم القلعة. فاحاطوا بها.
وساروا فيما حولها الى المسيلة وطبنة من أرض الحضنة ينهبون ويخربون. وظاهرتهم زناتة. فحالفت مغراوة وغمرت الاثبج. وحالف بو توجين بني عدي. وبعث اليهم الناصر ابنه المنصور. فظهر عليهم وتقبض على امراء بني عدي ساكن بن عبد الله وحميد بن حرعل ولاحق بن جهان ثم ظهر العرب على الحماديين فملكوا الضواحي.
وحجروا العمال في المدن. واختط الناصر بجاية فرارا منهم. وتقدم في دخول الهلاليين الجزائر ما وصف به الادريسي حال الدولة والامة معهم.
ولما ثار على المنصور ابو يكني عامله بقسنطينة وفر الى أوراس نزل بقسنطينة صليصل بن الاحمر من رؤساء الاثبج. فصالحه المنصور عليها بمال يبذله له. وقال صاحب المعجب:
"صالح المنصور العرب على ان يجعل لهم نصف غلة البلاد من ثمرها وبرها وغير ذلك، فلم يزالوا يقبضون ذلك حتى ملك البلاد عبد المؤمن " اهـ.
ولما خرج المنصور الى تلمسان لحرب المرابطين كان معه الاثبج وزغبة ورياح والمعقل.
وفي أيام العزيز كبس العرب القلعة واهلها غارون، فاكتسحوا جميع ما كان بظواهرها، ودافعتهم الحامية، فغلبوهم واخرجوهم من