للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلد، ثم ارتحل العرب وبلغ الخبر العزيز ببجاية، فارسل ابنه يحي وقائده علي بن حمدون في عسكر وتعبية، فوصلوا الى القلعة وسكنوا الاحوال، واستأمن العرب واستعتبوا فاعتبوا، وانكفأ يحي في عسكره الى بجاية، وعلى أثر ذلك بلغ ابن تومرت بجاية قافلا من المشرق سنة ٥١٢.

وفي سنة ٥٢٩ أو سنة ٥٢٢ نزع بعض عرب افريقية الى يحي مغاضبين للحسن بن علي، فاغروه بالهدية، ووعدوه الاعانة، واعطوه ابناءهم رهائن على ذلك، فارسل معهم الفرسان والمشاة لنظر كبير قواده مطرف ابن علي بن حمدون ولم يأمره بالقتال تعففا عن الدماء، فلما نزلوا على المهدية واشتدت الحال، ووقعت الحرب فتح الحسن الباب وخرج في أول الناس، وحمل على المحاصرين له وهو ينادي انا الحسن، فاجلوا مقامه وانهزموا عنه.

وكان الحماديون يختصون الاثبج دون سائر العرب بالرئاسة، واقطعوهم الكثير من أعمال الزاب والحضنة وضواحي القلعة، واستألفوا معهم زغبة، واستظهروا بهاتين القبيلتين على زناتة. ورئاسة زناتة يومئذ لامراء تلمسان من بني يعلي المغراويين. فكان الامير يحي من بني يعلى يستجيش مغراوة ويفرن وبني يلومي وبني عبد الواد وبني راشد وبني توجين وبني مرين وغيرهم من زناتة، ويوجه عليهم وزيره وقائد حروبه أبا سعدي اليفرني. وكان موطن زغبة اقرب الى مواطن زناتة، فدارت بين الفريقين حروب شديدة. هلك في بعضها ابو سعدي حوالي سنة ٤٥٠.

وكانت بين بطون الاثبج حروب. فقتل الحسن بن سرحان أمير دريد شبانة بن الاحيمر شيخ كرفة. ثم لحقت به اخته الجازية مغاضبة لزوجها ماضي بن مقرب سيد قرة. فتحالفت على دريد كرفة

<<  <  ج: ص:  >  >>