الحمادية طوائف مسيحية اما من بقايا الرومان او من البربر الذين فقدوا جنسيتهم ونسوا اصلهم او من سبي أروبا فكان الحماديون يحسنون معاملتهم ويحفظون حقوقهم على أقليتهم احسانا وحفظا لم يوجد ما يقرب منهما في عصر يزعم القابضون على مناحي حياته انهم أرقى دولة عرفها التاريخ وان عصرهم أزهر العصور، زعما لا مؤيد له غير القوة المادية.
وهاك ملخص ما اطال به ذوماس لتري في وصف حياة المسيحيين تحت الحماديين. قال:
" كان لبابوات رومة علائق مع الحماديين وخصوصا اشهرهم الناصر بن علناس ويلقبونهم ملوك موريطانيا السطيفية".
" ولما أسسوا القلعة تقبلوا بها المسيحيين بصدور رحبة.
وأحسنوا اليهم مدة دولتهم. وضمنوا لهم حرية دينهم تحت قسيس منهم من رتبة (افيك (".
" وفي سنة ٥٠٨ (١١١٤ م) أسسوا بالقلعة كنيسة مريم العذراء.
"وانتخب أصل بونة اسقفا عليهم يدعى سرفاند. فسماه لهم ارشفيك قرطاجنة وصادق عليه الناصر، ولما سافر سرفاند الى رومة حمله الناصر هدايا جليلة ورسالة ودية إلى البابا قرقوار السابع.
واشترى جميع الاسرى الذين عثر عليهم بممالكه وأرسلهم الى البابا واعدا اياه بعتق كل أسير مسيحي يعثر عليه من بعد".
"سرت الكنيسة الرومانية كثيرا بفعل الناصر. فلما عاد سرفاند الى بونة ارسل معه كبار رجال الكنيسة رسائل شكر وثناء للناصر.