وحدادة وحياكة صوف وقطن وكتان وحرير، واستخرجت المعادن من مختلف الجهات.
وزاد الحركة العمرانية نموا فرار الناس من افريقية الى الحماديين امام الهجوم الهلالي ومن صقلية امام استيلاء النرمان ومن الاندلس امام استيلاء المرابطين. ووطد اركان هذه الحركة بسط المرابطين لنفوذهم الفعلي على عواصم القوة الزناتية غربا التي كانت أكبر شاغل للحماديين.
وساعد هذا العمران على انشاء حضارة من ارقى الحضارات من نقش وتزويق وغناء وبناء، وقد عثر على أوان من الخزف المطلي فيها كتابات عربية بارزة، وقارورات وبعض أدوات من الزجاج.
وكلها تدل على صناعة خزفية وزجاجية راقية.
وذكر ياقوت القلعة. فقال:"يتخذ بها اللبابيد الجيدة والاكسية القلعية الصفيقة النسج المطرزة بالذهب. ولصوفها من النعومة والبصيص بحيث ينزل مع الذهب بمنزلة الابريسم " اهـ.
قال جورج مارصي:"وحوالي سنة ٤٥٧ (١٠٦٥ م) صارت القلعمة مدينة تجارية عظيمة وارفة الخيرات، وقصدها ارباب الصنائع من المشرق وافريقية، ويظهر ان صناعة الفخار يومئذ بلغت بها مبلغا عظيما ويظهر عليها تأثير الفرس ومصر فنا وعملا، وجد بها من ذلك آثار كثيرة، ثم ترقت الصناعة وتطورت حسب تطور الدولة في العظمة" اهـ.
وكانت موسيقى الجزائر الحمادية متأثرة بالموسيقى الافريقية والاندلسية. ينشطها الملوك والامراء. فيتخذون بمجالستهم المغنين والمغنيات. وعاش الى جنبها أغاني العرب في باديتهم والبربر في جبالهم. فكان للحاضرين اغانيهم الفنية القابلة للتهذيب والرقي، وللبادين أغانيهم الموروثة عن اسلافهم المتعاصية عن التطور.