وقد أنشأ الحماديون القصور في مختلف المدن والمساجد والجوامع والمنائر والمنابر والاسواق والاسبوار والقناطر، واصلحوا ما تداعى من انشاء من قبلهم وأسسوا المدينتين العظيمتين القلعة وبجاية، وبنوا حولهما القصور الشاهقة والمباني الجميلة.
همم الملوك اذا أرادوا ذكرها ... من بعدهم فبألسن البنيان
بنى الناصر حول القلعة قصورا شامخة مسماة بعدة اسماء، قال ابن خلدون:"وبني ببجاية قصر اللؤلؤة، وكان من أعجب قصور الدنيا" اهـ. قال ابو راس:"وكان بناؤه حوالي سنة ٤٧٠" اهـ.
والمنصور قال ابن خلدون:"هو الذي حضر ملك بني حماد وصير بجاية فدار المملكة، وجدد قصورها وشيد جامعها وتانق في اختطاط المباني وتشييد المصانع واتخاذ القصور واجراء المياه في الرياض والبساتين، فبنى في القلعة قصر المنار والملك والكوكب وقصر السلام ط وفي بجاية قصر اللؤلوة وقصر اميميون" اهـ.
قال صاحب الاستبصار:"وفي بجاية موضع يسمى اللؤلؤة، وهو أنف جبل داخل في البحر متصل بالمدينة، فيه قصور من بناء ملوك صنهاجة لم ير الراءون أحسن منها بناء ولا أنزه موضعا. فيها طاقات مشرفة على البحر عليها شبابيك الحديد، ومجالسها مبنية حيطانها بالرخام الابيض من أعلاها الى أسفلها، قد نقشت أحسن نقش، وانزلت بالذهب، وصورت فيها الصور الحسنة، فجاءت من أحسن القصور " اهـ.
قال مارصي: "ان الحضارة الحمادية تظهر تحت تأثير المشرق.
وآثارها لا نظير لها ببقية وطن البربر، وهي شاهد قوي على رقي الحضارة الاسلامية المغروسة بالجزائر.