للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالشام عامة. استدعاه الوزير عون الدين ابو المظفر يحي بن محمد ابن هبيرة وزير المقتفي والمستنجد. وطلبه من الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي. فسيره اليه. وقرأ كتاب ابن هبيرة الايضاح في شرح معاني الصحاح بحضوره. ثم سار من بغداد الى مكة ثم عاد الى الشام فمات في بقاع بعلبك سنة ٥٦١" اهـ.

ولما أسست القلعة أخذت عمارة اشير تراجع. وخربها يوسف ابن حماد ايام ثورته على ابن أخيه محسن. ثم عمرت حتى جاء الهلاليون. ونزل بنو حصين بسائطها. واعتزوا على الدول وصاروا موئلا لكل ثائر. فنازلتهم جيوش عبد الواد مرارا. ويظهر أن خرابها كان أثناء تلك الفتن. ولم يبق اليوم منها الا رسوم وآثار أسوار.

قال البكري: "واشير جليلة حصينة. يذكر انه ليس في تلك الاقطار أحصن منها ولا أبعد متناولا ومراما. ولا يوصل الى شيء منها بقتال الا من موضع يحميه عشرة رجال. وهو في شرقيها الذي ينفذ الى عين مسعود. وسائر نواحيها تزل عنها العيون فكيف الاقدام. وهي مع ذلك بين جبال شامخة محيطة بها. وداخل مدينتها عينان ثرتان لا يبلغ لهما غور ولا يدرك قعر احداهما تعرف بعين سليمان والاخرى بعين تلا نتيرغ. والذي بنى سورها بلقين بن زيري سنة ٣٦٧ وخربها يوسف بن حماد واستباح أموالها وفضح حرمها وذلك بعد اربعين واربعماية ثم تراجع الناس اليها بعد خمس وخمسين " اهـ.

القلعة:

كان حماد بن بلقين بن زيري متوليا حروب زناتة لابن أخيه باديس. وكانت زناتة صعبة المراس وحول باديس منافسون لحماد.

فخشي أن يتغير عنه يوما ما باديس او تحيط به زناتة. فارتاد مكانا

<<  <  ج: ص:  >  >>