يفوق اشير حربيا واقتصاديا يكون له موئلا من زناتة أو باديس.
فوقع اختياره على جبل كيانة. فشرع في انشاء القلعة به سنة ٣٩٨ (١٠٠٧ م) وتم تمصيرها سنة ٤٠٠.
وجبل كيانة كان لعجيسة وهو جنوب برج بوعريريج تتصل به سهول وباعلاه حصن تاقربوست يطل منه على بحيرة الحضنة. ومكان القلعة كان يدعى قلعة ابي طويل. تقرب منه مدينة الغدير على نحو خمسة عشر ميلا في الجهة الشرقية. وكانت الطرق تخرج منها الى سائر الجهات.
وفي سنة ٤٠٥ احاط حماد بجبل كيانة سورا من الحجارة يقرب ارتفاعه من ذراعين ويمتد حوله على استدارة سبعة أميال. ونقل حماد الى القلعة قبيلة جراوة من أسافل وادي ملوية وأهل المسيلة وحمزة. وشيد بها القصور والفنادق واستكثر من المساجد. فاستبحر عمرانها ورحل اليها أهل البلاد النائية من التجار وارباب الصنائع وأهل العلم. وعني بها ابناء حماد من بعده. فابتنوا حولها القصور وغرسوا الجنات واكثروا من المنتزهات. وجلبوا اليها الماء واجروه بها سواقي وجداول وفرقوا المياه بالحارات والدور والمساجد في القنوات علاوة على ما بها من المآجل والصهاريج. وكان لها ابواب منها باب الجنان يخرج منه على جسر الى المسيلة، وباب جراوة به جسر على وادي الفرج، وباب الاقواس يفضي الى حارة جراوة.
قال البكري:"وقلعة ابي طويل قلعة كبيرة ذات منعة وحصانة، وتمصرت عند خراب القيروان انتقل اليها أكثر أهل افريقية، وهي اليوم مقصد التجار وبها تحل الرحال من العراق والحجاز ومصر والشام وسائر بلاد المغرب. وهي اليوم مستقر مملكة صنهاجة. وبها كان احتصن ابو يزيد مخلد بن كيداد " اهـ.