وقال الادريسي:"هي من أكبر البلاد قطرا وأكثرها خلقا واغزرها خيرا وأوسعها اموالا واحسنها قصورا ومساكن واعمها فواكه وخصبا " اهـ.
ولما جاء الهلاليون استولوا على بسائطها ايام الناصر. فأسس فرارا منهم مدينة بجايه. ونقل هو وابناوه كثيرا من موادها الى بجاية. فأخذت في الضعف وحرق الموحدون مساكنها ثم استولى على الجبل عياض. فخربت قلعة حماد كما خربت اشير جده زيري ولكن بلقين كان اسعد حظا من ابيه وابنه فلم تزل مدنه الثلاث عامرة وهي الجزائر ولمدية ومليانة. بجاية: بكسر الباء وتخفيف الجيم.
بعد واقعة سبيبة سنة ٤٥٧ استولى العرب على ما حول القلعة ووضعوا ايديهم على طرقها، فرأى الناصر عاصمته مهددة بخطرهم، ففكر في انشاء عاصمة بعيدة عنهم، وندم على منازعته لابن عمه تميم ابن المعز، فانفذ اليه رسولا يرغبه في الصلح، فوافق ذلك هوى تميم، وارسل من طرفه محمد بن البعبع لاحكام الصلح.
مر ابن البعبع كب طريقه بأبيات قليلة لقوم من صنهاحة يدعون بجاية. ولما بلغ الناصر اختلى به وطعن له في وزيره ابي بكر بن ابي الفتوح وفي ابن عمه تميم ورآه يفكر في أي مكان يؤسس عاصمته الجديدة فدله على مكان بجاية وزينها له بان منها يكون امتلاكه للمهدية ووعده الانتقال اليه والقيام بدولته. ثم عاد الى مرسله تميم فنم عليه ابن ابي الفتوح لتميم بما دار بينه وبين الناصر. فقتله وألحق به عاقبة الغدر.
شرع الناصر سنة ٤٦٠ (١٠٦٧ م) في تأسيس بجاية على مقربة من مينى صلداي الفنيقية. ونقل الناس اليها واسقط الخراج عن