للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ساكنيها. وانتقل هو اليها سنة ٦١ وسماها الناصرية. ولكن غلب عليها اسم بجاية. وانما اختار مكانها لكونه في سفح جبل. بحفظها من غارات الهلاليين وامامها خليج مامون يسع اسطولا ضخا يهيمن به على البحر، وسوادها خصب.

قال صاحب الاستبصار: "ليس لبجاية طريق سهلة الا من ناحية الغرب وباقي طرقها شرقا وجنوبا على اوعار فلم يكن للعرب اليها سبيل. وكان لا يدخلها منهم الا من يبعث اليه الملك الحمادي لمصانعه على بلاد القلعة وغيرها. فيدخلونها افذاذا وفرسانا دون عسكر".

"ولها داران لصناعة المراكب. ومنها تغزى بلاد الروم.

ومرساها عظيمة ترسى بها سفن الروم من الشام وغيرها وسفن المسلمين من الاسكندرية طريق مصر واليمن والهند والصين وغيرها " اهـ.

قال الادريسي: "ومدينة بجاية كا فت مدينة المغرب الاوسط وعين بلاد بني حماد. والسفن اليها مقلعة. وبها القوافل منحطة.

والامتعة اليها برا وبحرا مجلوبة. والبضائع بها نافقة. وأهلها مياسير تجار، وبها من الصناعات والصناع ما ليس بكثير من البلاد وأهلها يجانسون تجار المغرب الاقصى وتجار الصحراء والمشرق وبها تحل الشدود وتباع البضائع بالاموال المقنطرة. ولها بواد ومزارع.

والشعير والحنطة بها كثير. والتين وسائر الفواكه بها ما يكفي لكثير من البلاد.

وبها دار صناعة لانشاء الاساطيل للقتال ولانشاء السفن الحمالة والمراكب النقالة لان الخشب في أوديتها كئثير. ويجلب اليها من أقاليمها الزفت البالغ الجودة والقطران. وبها معادن الحديد الطيب موجودة ممكنة. وبها من الصناعات كل غريبة ولطيفة. وعلى بعد ميل منها نهر ياتيها من جهة المغرب من نحو جبال جرجرة وهو نهر عظيم" اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>