فوفد منهم عليه وهو بالريف زيري بن ماخوخ، وقلة بنو مكود في عودة، ثم وفد عليه أبو بكر بن ماخوخ ويوسف بن يدر من امرائهم، فسرح معهم عسكرا مع يوسف ابن وانو دين وابن يغمور فاثخنوا في بلاد بني يلومي وبني عبد الواد، فاستصرخوا تاشفين بن علي، فأمدهم بالعساكر معها الربرتير قائد الروم، ونزلوا منداس، واجتمع اليهم بنو ورسيفان وبنو توجين وبنو ينكاسن من مرين، فكانت لهم الكرة، واستنقذوا أموالهم، وقتلوا أبا بكر بن ماخوخ في ستمائة من قومه، وتحصن الموحدون وفل ومانو بجبل سيرات، ولحق تاشفين بن ماخوخ بعبد المؤمن صريخا فارتحل معه الى تلمسان، ثم سيرات، واوقع بجنود لمتونة وزناتة.
سبق تاشفين بن علي عبد المؤمن الى تلمسان، فضبطها وعسكر بسطفسيف وهو نهر يمر بتلمسان به غلات أهلها، ونزل عبد المؤمن بمديونة، وأغارت سراياه على بني يستيتن وبني سنوس وبني وردروسن وبني ستلتن، وبعث تاشفين بن علي قائده الربرتين لاعتراض غنائم السرايا. فقتل ولم ينج من عسكره الا ثلاثة من الروم وثلاثة من بني وانار وذلك عام ٣٩ ثم نزل عبد المؤمن بين الصخرتين وهو جبل مطل على تلمسان من قبليها. فبنى به لجنوده حصنا. وأقام يقاتل تاشفين من هناك مدة شهرين.
بعث تاشفين الى الجهات مستمدا فوافته العساكر من الجهات منها عسكر بجاية. فاوقع بهم الموحدون وفرقوهم شذر مذر. واعترض تاشفين بن ماخوخ فل بجاية في قفولهم فنال منهم أعظم النيل. ولم يبق لتاشفين بن علي أمل في الانتصار فغادر تلمسان في شعبان إلى وهران.
وارسل الى قائد اسطوله بالاندلس محمد بن ميمون. فأتاه بعشرة أساطيل. وارسى قريبا من معسكره.