للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترك عبد المؤمن جيشا لحصار تلمسان. وخرج اثر تاشفين وامامه ابو حفص عمر بن يحيى في ثمانين ساقة من الموحدين وبني ومانو.

وقصد بلاد بني يلومي وغيرهم. فكانت بينهم معركة منداس.

انتهت بخضوع زناتة. فلحق ابو حفص بوهران ونزل ازاء معسكر المرابطين.

ووصف صاحب الحلل الموشية معركة منداس هذه بما ملخصه:

"قال ابن اليسع حدثني غير واحد من الموحدين قالوا لما نزلنا من جبل تلمسان نريد بلاد زناتة اتبعنا المرابطون. فنزلنا بسيطا.

وأدرنا به أربعة صفوف من الرجال بيد الصف الاول القنا الطوال.

وبيد الثاني وهو خلف الاول الحراب والدروق. وبيد الثالث مخالي الحجارة. والصف الرابع من الرماة. والخيل وسط الدائرة. قد ترك لها فرج بالصفوف للكر والفر. فإذا هجمت خيل المرابطين رماها الصفوف بسلاحهم. واذا أدبرت خرج أثرها خيل الموحدين فتصيب منهم فاذا كر عليها المرابطون رجعت الى دائرتها. وعرف هذا اليوم بيوم منداس. فقد فيه من جيوش المرابطين ما لا يحصى. وظهر فيه أمر عبد المؤمن وكثر جمعه " اهـ.

ولما انتقلت الحرب الى وهران فشل كثير من قواد المرابطين فتفرقوا. ورأى تاشفين بن علي أنه أحيط به. وكان قد بنى حصنا على شاطئ البحر. فترك بوهران خيامه وجنوده. وصار الى الحصن ليقترب من أسطوله فينجو فيه الى الاندلس عسى أن يحفظ هناك دولته من السقوط كما فعل قبله بنو أمية. ولكن الموحدين لم يمهلوه. فحالوا بينه وبين أساطيله واحدقوا بالحصن وأضرموا حوله النيران كي لا يخفى عليهم شأنه. وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان- وكانت ممطرة مظلمة- خرج كي يضرب في جيش الموحدين

<<  <  ج: ص:  >  >>