للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بنو ومانو هم السابقين الى عبد المؤمن ثم وفد عليه بعد واقعة منداس وهو محاصر لوهران سيد الناس بن أمير الناس الشيخ بني يلومي وحمامة بن مطهر شيخ بني عبد الواد وعطية الحيو بن مناد ابن العباس بن دافلئن المنكوشي شيخ بني توجين، ثم خالف بنو يلومي. وتحصنوا بالجعبات، فأخضعتهم العساكر. ونقلوا منهم الى المغرب، وهلك سيد الناس بمراكش ايام عبد المؤمن، ثم هلك بنو ماخوخ، فضعف أمر بني ومانو وبني يلومي، واستعلى عليهم بنو توجين وبنو عبد الواد، فتفرقوا أوزاعا في زناتة.

ومغراوة شلف من ورسيفان وغيرهم استقاموا على الطاعة.

وذهب ملك اخوالهم بني خزرون ين فلفول من طرابلس سنة ٥٤٠ فلحق بهم عبد الصمد بن محمد بن خليفة بن ورابن سعيد بن خزرون ابن فلفول، وتزوج منهم وكثر ولده، وعرف حافده ابو ناس بن عبد الصمد بن وارجيع بن عبد الصمد بالعبادة والفضل، فتزوج من بنات ماخوخ وولدت له عبد الرحمن، فكان أجل اخوته بنسبه وخؤولته، وسودته مغراوة. فكان السادة من بني عبد المؤمن يمرون به في ذهابهم الى افريقية وايابهم منها، فيحسن خدمتهم في مقامهم لديه، وينقلبون بالثناء عليه، فنال صيتا عند الخلفاء، واسلم له بعض السادة منهم ذخيرة وظهرا، فاكتسب ثروة. واستركب من قومه واستكثر من عصابته.

ولما هلك خلفه ابنه منديل وحافظ على ولاء بني عبد المؤمن وحضر معهم غزوة الاراك سنة ٥٩١ واخضع لهم وانشريس ولمدية.

واجلب على متيجة. ولقي بها يحي بن غانية. فانهنرمت عنه مغراوة.

وقتل هو صبرا سنة ٦٢٢ وصلب شلوه بالجزائر.

وترك ابناء خلفه أكبرهم العباس، وظهرت ايامه دولة الحفصيين.

فأخذ بدعوتها منافسة لبني عبد الواد.

<<  <  ج: ص:  >  >>