للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكاتب خاص لضبط حساب تجار دولته وتقديمه للديوانة المؤمنية.

ومراسي الجزائر الجارية العظمى يومئذ هي هنين مرسى تلمسان وطريقها الى الاندلس خربها شرلكان. ويليها شرقا المرسى الكبير فوهران فارزيو فمزغران فمستغانم فتنس فشرشال فالجزائر فبجاية فجيجل فالقل فاستورة قرب السكيكدة فبونة.

وكان تجار أروبا يستوردون من المغرب الزيت والصوف والشب وريش النعام والأدم ومواد الدباغة النباتية والشمع والزبيب وسائر الفواكه الجافة ويصدرون إليه الملف وسائر الاقمشة والذهب والفضة والنحاس وسائر لملعادن قطعا ومصنوعة أواني وأدوات منزلية كالمرجل والابر والسكين والناس اليوم من قبيلتنا وجيرانهم يسمون السكين "الجنوي".

ولكي تتصور ما بلغته الثروة الجزائرية اجمالا استحضر ان دولتها المؤمنية كانت لا تعرف جورا ولا يدخل خزينتها إلا مال الزكوات وخراج الارضين وما تفرضه على السلع الاجنبية ومع ذلك كانت ماليتها وافية بشؤونها ولم يشك جنودها نقصا في المرتب أو تأخرا في قبضه على كثرتهم وانتصابهم في سائر المدن حاميات وانتقالهم حينا فحينا الى الاندلس مجاهدين أو الى افريقية للثورات مسكنين.

ولقد حافظت الدولة المؤمنية على ما قبلها من عمران وحضارة واربت على من تقدمها فيهما غير أن عنايتها بالاندلس والمغرب الاقصى أكثر من عنايتها ببقية المغرب وكانت ولاية تلمسان قد قلدت في حضارتها الاندلس أيام المرابطين ثم تلتها ولاية بجاية أيام الموحدين.

وفي سنة ٥٤٠ أمر عبد المؤمن ببناء أسوار تاقرا مسقط رأسه وأعلى الاسوار وحصن المدينة وبنى جامعها.

وفي سنة ٥٥٥ عاد من فتح المهدية فمر بالبطحاء وكانت مدينة

<<  <  ج: ص:  >  >>