للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنواحي شلف شمالا شرقيا من غليزان ثم خربت فأمر عبد المؤمن ببنائها قال ابن ابي زرع:

"وسبب بنائه اياها انه لما طالت بالموحدين الاقامة بالمشرق والتغرب عن أوطانهم وأولادهم عزمت طائفة منهم على اغتيال عبد المؤمن إذا نام في خبائه فأعلمه شيخ بنبئهم وقال له دعني أبت على فراشك فان فعلوا كنت فداءك فبات على فراشه فقتل، فلما صلى عبد المؤمن الصبح افتقده فوجده مقتولا. فحمله بين يدي مسيره على ناقة لا مقودها أحد، فلما بركت دفنه في مبركها وبنيت عليه قبة وبني بازاء القبة جامعها، ثم أمر ببناء المدينة حول المسجد، وترك بالمدينة عشرة من كل قبيلة من قبائل المغرب، فقبر الشيخ هناك معظم عند أهل تلك البلاد يزار الى اليوم " اهـ.

وذكر الدمشقي من أهل القرن الحادي عشر في أخبار الدول مدينة البطحاء فقال: "مدينة عظيمة ببلاد الغرب في وطأة من الارض وتسمى مدينة السدرة وبها أنهار كثيرة " اهـ.

وقال ابن أبي زرع يذكر أبا يوسف المنصور: "وحصن البلاد وضبط الثغور وبنى المساجد والمدارس في بلاد افريقية والمغرب والاندلس وبنى المارستانات للمرضى والمجانين وأجرى المرتبات على الفقهاء والطلبة على قدر مراتبهم وطبقاتهم وأجرى الانفاق على أهل المارستانات والجذمى والعميان في جميع عمله وبنى الصوامع والقناطر والجباب للماء واتخذ عليها المنارات وبنى المنازل من سوس الاقصى الى سويقة بني مضكود " اهـ.

وكان السادة من بني عبد المؤمن ولاة بجاية وتلمسان يعنون بالبناء والغراسة عناية الملوك، قال ابن خلدون يذكر ابا الربيع سليمان ابن عبد الله بن عبد المؤمن والي بجاية: "وهو الذي جدد الرفيع

<<  <  ج: ص:  >  >>