ولما ملك ابو الحسن المريني تلمسان ولى عليهم ابا الحملات بن عايد بن ثابت بن محمد بن سباع، وهلك بالطاعون سنة ٧٤٩ فخلفه ابراهيم بن نصر بن حنيش بن ابي حميد بن ثابت، وهلك ايام ابي عنان، فخلفه ابنه سالم، واستولى على تلمسان بعد ابي عنان ابو حمو الثاني.
وفي ذي الحجة سنة ٧٦٧ ثار أبو زيان محمد بن عثمان الثاني على ابن عمه أبي حمو، وبايعه حصين وملك سنة ٦٨ مليانة ولمدية، ووالي الجزائر يومئذ علي بن غالب من بيوتاتها، ونفر أهلها من السلطان أبي حمو. فاستبد بها، وساعدت هذه الظروف سالم بن ابراهيم على وضع ذل المغرم عن عاتق قومه، فوصل يده بابي زيان، ووسوس لاهل الجزائر ان واليهم يريد الدعاء لابي حمو، فثاروا به. وأخرجه سالم الى حيه وعجل له بحينه واستبد بالجزائر داعيا لابي زيان.
وخرج أبو حمو سنة ٧١ الى متيجة فاخضع الثعالبة وأخذ منهم جباية السنوات الماضية، وامتنعت عليه الجزائر ثم ملك عليه عبد العزيز سلطان مرين تلمسان سنة ٧٢ وطرد ابا زيان ووضع على الثعالبة مغارم ثقيلة، ثم مات سنة ٧٤ وعاد أبو حمو الى تلمسان وابو زيان الى تيطوي.
وفي سنة ٧٦ سعى محمد بن عريف شيخ سويد في اطفاء هذه الفتنة، فتم الامر بخروج أبي زيان الى رياح واداء أبي حمو له اتاوة سنوية ت واوفد على أبي حمو سالم بن ابراهيم وشيوخ حصين واعيان الجزائر، فأمنهم وعادوا الى طاعته وبقي سالم على رئاسته بالجزائر ومتيجة وعمال ابي حمو تستيوفي منه الجباية. وكل ينتظر الفرصة لشفاء صدره من الآخر.