واستقدموا ابا زيان فغلب أبو حمو على الثورة وطلب سالم الامن لنفسه على مفارقة ابي زيان فمنحه اياه، وخرج أبو زيان الى الجريد وعاد ابو حمو الى تلمسان مضمرا الفتك بسالم لكثرة تلاعبه بالعهود، فلما كان فصل الشتاء وانحدرت العرب الذين يخشاهم ابو حمو الى مشاتيهم نهض الى متيجة، فاجفلت امامه الثعالبة الى رؤس الجبال، وبعث سالم ابناءه وأولياءه الى الجزائر وتحصن هو بجبل بني خليل، ثم نزل كثير من الثعالبة الى أبي حمو مستأمنين، وانتقل سالم الى بني ميسرة من جبال صنهاجة وبعث أخاه ثابتا الى أبي حمو فاقتضى منه العهد ونزل الى ابنه ابي تاشفين أواخر رمضان، فتقبض عليه أبو حمو ولم يراع عهده ولا ذمة ابنه، واستولى على الجزائر وقفل الى تلمسان فقتل سالما في شوال وتتبع اخوانه وقبيلته بالقتل والسبي والنهب حتى دثروا، ثم قتل الاتراك منهم لاول استيلائهم على الجزائر مقتلة عظيمة ضاعفته ضعفهم.
واذا لم يظهر من الثعالبة امراء عظام فاكفاهم فخرا عبد الرحمن الثعالبي دفين الجزائر وعالم القرن التاسع، وأبو مهدي عيسى عالم القرن الحادي عشر، ولعل الشيخ عبد الرحمن من فرع محمد بن سباع ولكن الناس يرفعون نسبه الى علي بن ابي طالب (رض) كأنهم لم يكتفوا بشرف العلم.
وقد حكى الاخباريون ان الشيخ محمد المقري التلمساني كان يحضر مجلس السلطان ابي عنان فاذا دخل مزوار الشرفاء قام له السلطان فمن دونه الا المقري فقال له المزوار ذات يوم ما لك لا تقوم لي مثل السلطان اكراما لجدي فأجابه اما شرفي فمحقق بالعلم الذي ابثه، واما شرفك فمن لنا بصحته بعد مضي أكثر من سبعة قرون؟ ولو تحققناه لاقمنا هذا السلطان من مجلسه واجلسناك مكانه! وبقية المعقل غير الثعالية ذوو كثرة وانتجاع، ومواطنهم بين