ووفد سعيد بن عثمان على السلطان يوسف المريني وهو محاصر لتلمسان فاكرمه ثم أجمع قتله، ففر الى قومه واجلب أثناء ذلك الحصار على أطراف التلول فملك السرسو وجبل كريكرة، وعادت تلمسان لعبد الواد وافضى أمرها الى أبي تاشفين الاول، وكانت بينه وبين عريف بن يحي مودة، فقربه اليه ثم سخطه فلحق ببني مرين سنة ٧٢٠ وانتقم منه ابو تاشفين بسجن عمه سعيد. فلم يزل مسجونا حتى توفي حوالي سنة ٧٣٧.
وخلف سعيدا ابنه سبعون، وهلك سنة ٣٢ فخلفه أخوه عطية، وهلك بعد فتح تلمسان، فعقد ابو الحسن مكانه لونزمار بن عريف، فغضب المسعود بن سعيد ولحق ببني عامر. واجلب على ابي الحسن بالدعي بن هيدور. ففرق ونزمار جموعهم، ثم رقى أبو عنان ونزمار الى مجلسه وعقد على بادية سويد لاخيه عيسى وقتله ابو حمود الثاني في زحفه الى تلمسان وعقد مكانه على سويد لميمون ابن سعيد. فدس عليه محمد وابو بكر ابنا عريف من اغتاله. وخلفاه في رئاسة قومهما. وغمسا ايديهما في ثورة ابي زيان واطمع محمد ابا حمو في استصلاح أخيه وطالت تمنيته اياه. فاتهمه بالمراوغة واودعه السجن سنة ٧٠ فلق ابو بكر باخيهما ونزمار. فحمل عبد العزيز المريني على فتح تلمسان. وبعد وفاة عبد العزبز كاد ابو حمو الى تلمسان. واستقام معه ونزمار وحمل اخويه على مصافاته. فاقطع ابو حمو ابا بكر كلميتو ومحمدا مازونة.
وأعظم رؤساء سويد هما عريف بن يحي بن عثمان وابنه ونزمار.
فقد اتخذ أبو الحسن المريني عريفا خليلا ووزيرا مشيرا وسفيرا بينه وبين ملوك مصر وتونس وغرناطة ورفع مقامه على كل عربي في ممالكه، وهو الذي كان يغريه بفتح تلمسان، وحضر معه فتحها وفتح تونس، وكان على يمينه في موكب دخوله تونس وعاد لحرب عبد الواد لما