ملكوا تلمسان، فهزموه ولم يجد السبيل للعود الى تونس، فلحق بفاس، وأكرمه ابو عنان الثائر يومئذ على ابيه. وتوفي ايامه وكان منجبا، فاشتهر من ابنائه ونزمار ومحمد وابو بكر وعيسى.
وكان ونزمار أكبرهم، وعقد له ابو الحسن بعد فتح تلمسان على قبيلة بني مالك وجعل له رئاسة البدو بجميع ممالكه وأخذ الصدقات والضرائب منهم. فعكف على بابه كبراء العرب وشيوخهم ونزلوا على اشارته، ولما اوقعت مغراوة بابي الحسن سنه ٥٠ انجاه الى جبل العمور. والحقه بسجلماسة. فبعث اليه ابوه عريف بالرجوع عنه ارضاء لابي عنان. فلما خلص الامر لابي عنان اقطع ونزمار قلعة تاوغزوت والسرسو وكثيرا من بلاد توجين وهلك عريف فاستقدمه واجلسه مجلس ابيه حذو ارياكته.
وبعد موت ابي عنان كثرت الاضطرابات بالمغربين الاوسط والاقصى فنبذ ونزمار مجلس الساطان. وانتبذ بوادي ملوية. وبنى هنالك قصر مرادة وغيره وتوجهت اليه ملوك مرين وغيرهم وشيوخ العرب ورؤساء الاقطار مستشيرين صادريرن عن رأيه. وكان يحاول استئصال دولة عبد الواد وهو علة ضعفهم ومحرك الحروب والثورات عليهم. وخرب أبو حمو قصر مرادة من منتزهاته سنة ٨٥ فانتقم منه ونزمار بادخال مرين تلمسان وتخريبهم قصور الملك بها ولم أعلم متى مات؟ ويظهر ان سويدا بعده تلاشى أمرها، ولم يبق لرؤسائهم كبير اعتبار.
وبنو عامر كانت رئاستهم في بني يعقوب ويرادفهم بنو حميد.
ثم سخط عثمار بن يغمراسن بني يعقوب ورضي بني حميد لاستقامتهم على طاعته. فاستشاط بنو يعقوب غيرة لتقديم بني عمهم. ووصلوا