أيديهم بمرين ثم حالفوا سويدا. وعظمت رئاسة بني حميد. وتعددت بطونهم، فعد منها الشيخ عبد القادر المشرفي سبعا وستين ولم يسلم بنو حميد بعد من الخلاف على دولة عبد الواد فكان من رؤسائهم من وصلوا أيدهم بمرين أو بالحفصيين. ثم كان بين أبناء أبي حمو الثاني نزاع شديد على الملك كان لبني عامر فيه ايدد الطولى، ثم أصبحوا بعد سقوط دولة بني عبد الواد بعضهم جند الاسبان وبعضهم رعية لهم.
وكان رئيس بني يعقوب امرة يغمراسن وابنه داود بن هلال بن عطاف بن رداد بن كريش بن عياد بن منيع بن يعقوب. وكان أبو زكريا بن أبي اسحق الحفصي لدى عثمان بن يغمراسن. ورام امتلاك بجاية على عمه أبي حفص فمنعه. فتظاهر بالصيد. ولحق بداود ابن هلال. فأمره عثمان برده عليه. فأبى. وأوصله الى عطية بن سليمان الذوادي. فتغلب على بجاية. وأقطع داود أرض كدارة من بسيط حمزة. وسخطه عثمان بن يغمراسن فلحق بالصحراء. وكان حصار يوسف بن يعقوب لتلمسان. فوفد عليه داود برسالة من ابي زكرياء. فكان ليوسف في تلك الرسالة ريبة. فلما قفل من عنده بعث أثره من قتله في سيق.
وخلفه ابنه سعيد، وانجلى الحصار عن تلمسان، فرضي عنه عبد الواد لقتل مرين اباه، ثم دفعته الغيرة من مكانة بني حميد الى الوفود على السطان ابي ثابت المريني، فرده بخفي حنين، وقتله بنو حميد ايام ابي حمو الاول، فخلفه ابنه عثمان واختلفت أيامه مع بني حميد سلما وحربا، ثم حالف سويدا، ولحق في قومه بالمغرب احتماء بعريف ابن يحي السويدي، ثم عادوا الى مواطنهم لما زحف ابو الحسن الى تلمسان، فقتل بنو حميد عثمان، وخلفه رديفه هجرس بن غانم بن هلال