الى أن مات، فخلفه سليم بن داود، ثم ابنه ساسي، فلم يزل ساسي ابن سليم في خلافه على عبد الواد، وانتقل الى النضر من عروة.
وكان رئيس بني حميد لعهد يغمراسن معروف بن سعيد بن رباب ثم ابنه يعقوب، وكان مع داود بن هلال في انجاد عامر لابي بكر بن زغلي على رياح، ثم ابنه ابراهيم، وهلك بعد مقتل سعيد بن داود، فخلفه ابنه عامر، وكان شهما حازما حسن السمعة، ووفد على ابي سعيد سلطان مرين قبل سنة ٧٢٠ وخطبه بنته، فأنكحه عامر اياها، ووصله السلطان بمال خطير، وقتله عثمان بن سعيد اليعقوبي غدرا.
وخلفه ابنه صغير وفر في قومه الى الصحراء لما ملك ابو الحسن تلمسان ونزل القليعة جنوب مزاب، ثم جاءه تائبا، وصحبه الى تونس وحضر معه وقعة القيروان وعادت تلمسان لعبد الواد. فاخلص لهم الطاعة. وملك ابو عنان تلمسان فاصحر كعادته. وردد الغارات على أطراف ممالك مرين. ووصل يده باعدائهم. وبلغه خلاف يعقوب ابن علي الذوادي على ابي عنان. فوفد بقومه عليه. وابو حمو الثاني يومئذ بتونس. فاتفق يعقوب وصغير على تجهيزه لطلب ملك سلفه بتلمسان. فعاد به صغير في جمع من الذواودة أبلغوهم تخوم بلادهم.
ولقيتهم سويد فهزموها. واحتلوا تلمسان بعد وفاة ابي عنان. ومات صغير سنة ٧٦٩ ودفن بالعباد. واحتفى ابو حمو بجنازته.
وخلف صغيرا اخوه خالد. ويرادفه عبد الله بن صغير. وكان ابو حمو قد قرب اليه عبد الله بن عسكر بن معرف بن يعقوب بن معروف ابن سعيد فحملت الغيرة خالدا على الخلاف، ووصل يده بعبد العزيز سلطان مرين. وحارب ابا حمو ونال منه ثم غمس يده في ثورة ابي زيان، فاخرج له ابو حمو ابنه ابا تاشفين في جموع سويد والديالم والعطاف وغيرهم، وكانت جموع خالد عظيمة لكن ابو تاشفين هزمه