من فتحها وافاه بطريقه عقد الولاية على بجاية، فرغب في المقام بتونس، فاعفاه المستنصر وولى عليها ابا هلال عياد بن سعيد الهنتاتي، فلم يزل بها الى ان توفي بقرية بني ورار سنة ٧٣، فخلفه ابنه محمد، وضايقه الواثق بتولية ادريس بن عبد الملك الغافقي الاندلسي على اثسغال بجاية، فتخلص منه بقتله سنة ٧٧ وخشي انتقام الواثق، فبايع عمه ابا اسحق ابراهيم.
وكان ابراهيم ثار على أخيه المستنصر ولم يفلح. ففر الى الاندلس فلما بلغته وفاته أجاز الى تلمسمان. ونزل على يغمراسن حتى جاءته بيعة ابن عياد. فدخل بجاية في ذي القعدة وخشيه الواثق فبعث لضبط قسنطينة عبد العزيز بن عيسى بن داود الهنتاتي قائدا فصد عنها ابراهيم ولكنه تغلب على تونس بمساعدة أخيه عمو في ربيع الاول سنة ٧٨.
وفي سنة ٣٩ ولى ابراهيم الاول على بجاية اكبر بنيه عبد العزيز وحجبه محمد بن ابي بكر بن خلدون الاندلسي. وابقى بقسنطينة ابا بكر بن الوزير. فثار بها في شعبان سنة ٧٩ وكاتب ملك ارغون من ارض الاندلس مستمدا اسطوله فخرج اليه عبد العزيز بعد خمسة عشر شهرا من ثورته فلما بلغ ميلة وفدت عليه رسله معتذرين، فاعرض عنهم وتقدم الى قسنطينة ث فحاصرها حتى فتحها في رمضان سنة ٨١ وقتل ابن الوزير وعاد اسطول ملك ارغون من القل خائبا، ورم عبد العزيز ما أفسدت الحرب من أسوار المدينة وقناطرها، وولى عليها ابا محمد بن بوفيان الهرغي ولم يزل عبد العزيز عزيزا في مملكته الى ان ظهر الدعي وفر منه ابوه ابراهيم اليه. وانخلع له، فبويع عبد العزيز بالخلافة، وتلقب المعتمد على الله. وصمد الى تونس. فتلقاه الدعي