بمرماجنة قرب قلعة سنان في ربيع الاول سنة ٨٢ فقتل عبد العزيز، ثم ابوه، ونجا أخوه يحي الى تلمسان.
ولما ملك عمر الاول تونس عاد يحي لامتلاك بجاية، فملكها بمساعدة الذواودة سنة ٨٤ واستقل بالمملكة الغربية، وتلقب المنتخب لاحياء دين الله، وحجبه أبو الحسين بن سيد الناس الاشبيلي الى أن توفي سنة ٩٠ فحجبه ابو القاسم بن ابي حي الاندلسي، وعهد لابنه خالد سنة ٩٨ وولاه قسنطينة وتوفي ببجاية سنة ٧٠٠.
ويحي المنتخب أول من قسم الدولة الحفصية شطرين. وأجلب على تونس مرارا. فنهض اليه أبو عصيدة سنة ٩٥ حتى بلغ ميلة.
وانكفأ منها الى تونس. فاقصر يحي عن طلب تونس. ولم يدع الخلافة. وكان حازما يقظا سري الهمة متقشفا متواضعا يرقع ثوبه بيده محبا لاهل العلم مشرفا على ممالكه بنفسه مقسما سنته بين بجاية وقسنطينة ذا آثار صالحة منها توسيع قصبة قسنطينة وجامعها.
نعي الى خالد أبوه وهو بقسنطينة. فانتقل الى بجاية. واستوزر يحي بن ابي الاعلام. وقدم عله الموحدين يحي بن زكريا الحفصي وعلى صنهاجة كبيرها يعقوب بن خلوف الى ان مالت فخلفه ابنه عبد الرحمن. وابقى على حجابته ابن ابي حي. فولى هذا الحاجب صهره علي بن الامير الهمذاني على قسنطينة. واتهم بمولاة أبي عصيدة. فعزله عن حجابته سنة ٧٠٥ وحجبه بعده ابو عبد الرحمن يعقوب بن غمر (بالغين سمي السحاب) السلمي الشاطبي. فحول ابن الامير الدعوة الى ابي عصيدة. فنهض اليه خالد وفتح قسنطينة وقتله.
وخشيه أبو عصيدة. فاصطلحا على ان المملكة لمن بقي بعد صاحبه.
وتوفي أبو عصيدة سنة ٧٠٩ فانتقل خالد إلى تونس وجمع بين المملكتين الشرقية والغربية. ثم تغلب عليه ابن اللحياتي سنة ١١ فانخلع له ومات سنة ٧١٣.