ولما انتقل خالد الى تونس انتقل معه حاجبه ابن غمر واستخلف على بجاية عبد الرحمن بن يعقوب بن خلوفه الصنهاجي. وبينه وبين الحاجب تنافس. وخشي الحاجب تغير خالد عليه. فدبر في الابتعاد عنه. وخوفه من ابن خلوف. فعقد خالد لاخيه أبي بكر على قسنطينة.
وسرح معه حاجبه ابن غمر مشرفا على بجاية.
وفي سنة ٧١١ دعا ابو بكر لنفسه باشارة ابن غمر. وتلقب المتوكل على الله. وخا لف عليه ابن خلوف. فقتله غدرا. واحتل بجاية سنة ١٢ وبعث ابن غمر الى ابن اللحياتي قبل تغلبه على تونس مظاهرا له.
فلما دخل تونس عقد معه سلما. وقفل الى أميره أبي بكر ببجابة.
وعادت الدولة الى انقسامها شرقية وغربية. ثم تغلب على تونس سنة ١٨ فجمع بين المملكتين وطالت مدته وغالب الخطوب حتى توفي في رجب سنة ٧٤٧.
وكانت ولادته ونشأته وقراءاته بقسنطينة. وله رياض بظاهرها.
وكان كثير التردد عليها.
ولما انتقل ابو بكر الى تونس بقي الحاجب ابن غمر ببجاية مستقلا بهذه المملكة الغربية ليس لابي بكر فيها غير السكة والخطبة. ثم توفي في شوال سنة ١٩. فولى ابو بكر ابناءه محمدا بقسنطينة ويحي ببجاية والفضل ببونة. وبعث معهم الحجاب والوزراء والقواد.
وفي سنة ٣٣ توفي الامير محمد بقسنطينة وترك ابناء خلفه منهم عبد الرحمن وكان محمد مرضي السيرة حسن الإدارة ذا علم وذكاء وجود وحياء. وكانت ولادته ونشأته وقراءته كأبيه بقسنطينة.
وفي ربيع الاول سنة ٤٧ توفي الامير يحي. فقدم البجائيون ابنه محمدا ووافقهم جده على توليته. ثم مات ابو بكر واستولى ابو الحسن المريني على الممالك الحفصية. فابقى الفضل ببونة لان أخت