شيوخ الذواودة ايضا. وكثرت جموع الامير علي والتقى بالسلطان على سراط شرقي سوق هراص في ربيع الاول سنة ٨٤٠ وكان النصر في جانب الامير علي، ثم انهزمت جموعه ونجا بنفسه الى بجاية وغنم معسكره وعاد السلطان من المعركة الى تونس. وفي آخرا العام قصد بجاية، فرده بنو سيلين. وعاد اليها سنة ٤٣ فدخلها في جمادي الثانية بعدما فر منها الامير علي. فولى عليها عبد المؤمن ابن عمه أحمد. واغتاله بنو سيلين سنة ٤٦ فخلفه أخوه عبد الملك.
وفي سنة ٥٠ دخل الامير علي بجاية على حين غفلة من قائدها.
وأقام بها عشرين يوما وازعجه السلطان عنها الى الجبال. فبقي يجلب عليها الى سنة ٥٦ فاستراب بأهل وطن حمزة. وتحول عنهم الى سعيد ابن عبد الرحمن السيليني صهر محمد بن عبد كبير بني سيليين. وخرج السلطان لحسم دائه. فاتفق محمد بن سعيد مع احمد بن علي الذواوي على الغدر بالامير علي. وأخبر قائد قسنطينة. فالتزم له قبول كل ما يطلبه ان هو قبض عليه، ثم أعلم صهره بما عقده مع القائد. فكبر عليه الغدر بنزيله. فلم يزل به حتى وافقه. فقبضا عليه وبعثا الى قائد قسنطينة. فأتاهما. وامكناه منه. فارسل الى السلطان وهو في طريقه. فبعت شيخ الموحدين محمد بن ابي هلال ليتسلم الامير عليا من القائد. فتسلمه بايكجان يوم عيد الفطر، وتوجه به الى السلطان.
ثم خشي هذا الشيخ ان يفتك العرب منه الامير. فقتله ليلة الثالث من شوال ودفن جثته. وبعث برأسه الى السلطان. واستمر السلطان في سيره الى بجاية، وارسل الى صاحبها عبد الملك بمقابلته، فتلكأ وخشي السلطان ثورته، فتلطف له. وأرسل اليه قاضي المحلة والفقهاء والمرابطين، فقدم معهم الى السلطان وهو بابي بحاب قريبا من جبل أولاد رحمة، ومن الغد قيده، وانصرف به الى تونس وولى على بجاية قائدا من الموالي، واصبحت الجزائر الحفصية للموالي.