للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أميرها عبد القوي بن العباس، فاعتقله بتونس، ثم من عليه استئلافا له.

وبهذا الفتح جاور أبو زكريا بني عبد الواد. فضاعف الرشيد خليفة مراكش احسانه ليغمراسن واتحفه بأنواع الهدايا، فخلصت موته له وأصبح شجا في حلق التوسع الحفصي وعقبه كأداء في سبيل الخطة التي رسمها أبو زكريا لفتح مراكش.

وفي سنة ٣٩ وفد على ابي زكرياء عبد القوي التوجيني وبعض بنو منديل المغراويين، واستحثوه لحرب يغمراسن، فسرحهم امامه لاحتشاد زناتة واحلافهم من زغبة. وجمع هو جموعه عربا وبربرا.

فبلغت فرسانه اربعة وستون الفا. وخرج في شوال. فوافته زغبة بزاغر. ووجه من مليانة الى يغمراسن يطلب بيعته فابى، فنزل على تلمسان آخر المحرم سنة ٤٠ وعجز يغمراسن عن دفاع ذلك الجيش العرمرم، فخرج في أهله وذويه وخاصته من باب العقبة، وأجلى الموحدين من سبيله، ولحق بالصحراء.

ودخل ابو زكريا تلمسان في ربيع الاول وقبض ايدي الجند عن النهب. وعرض ولايتها على شيوخ الموحدين وكبراء زناتة، فتدافعوها خشية مق يغمراسن. وجاءته الرسل ببيعة يغمراسن ومظاهرته له على بني عبد المؤمن على أن يترك له تلمسان، فقبل مسرورا، وأوفد يغمراسن أمه سوط النساء لاحكام العقد. فتمت السلم على يدها بعود ابنها الى تلمسان مستقلا بماليتها ومعانا بجباية بعض أعمال افريقية مبلغها السنوي مائه الف دينار.

ولكي يحافظ أبو زكرياء على خضوع يغمراسن اقام في قفولة من منافسيه عبد القوي التوجيني والعباس المغراوي ومنصور المليكشي ملوكا مناهضين وولى المستنصر بمليانة محمد بن منديل المغراوي سنة ٥٩ بعدما فتحها من يد ابي علي بن أحمد الملياني الثائر بها، ثم خرج

<<  <  ج: ص:  >  >>