المستنصر الى المسيلة سنة ٦٤ فوفد عليه محمد بن عبد القوي التوجيني مجددا طاعته، فنصب له فساطيط القطن والكتان وجنب له جياد الخيل بمراكبها المذهبة ولجمها المحلاة وأكثر من المال والظهر والكراع والسلاح واقطعه جباية مقرة واوماش.
وبقيت عبد الواد على مبايعتها للحفصيين، وفي باطنها ما فيه لتقديتهم أعداءها مغراوة وتوجين عليها، ففي سنة ٦٦٦ فرت رياح أمام المستنصر الى عبد الواد. فأعانوها على استرجاع وطنها، ورددوا الغاراث على توجين ومغراوة. ففتحوا مليانة سنة ٦٨ ولمدية سنة ٨٧ واستولوا على مواطنهم تدريجا. فلحق اعيانهم ببجاية وتونس، وكان منهم جند هو شوكة الجيش الحفصي، وما اتى القرن الثامن حتى انحصرت شوكة زناتة في عبد الواد ومرين.
فاما مرين فقد خشيت من مبايعة يغمراسن لابي زكريا سنة ٤٠ ان يظاهره عليها، فبعثت له بالطاعة وبيعة ما تفتحه من المدن ووعدته العون على فتح مراكش وامدها المستنصر لما توجهت الى مراكش بالمال والخيل والسلاح، فلما فتحتها خطبت له بها زمنا، ثم استغلظ ملكها فقطعت الدعوة الحفصية، وبقي بين الدولتين مهاداة وروابط ودية، وتأكدت بالمصاهرة، ففي سنة ٧٣٠ اوفد ابو يحي ابو بكر ابنه ابا زكرياء وشيخ الموحدين عبد الله بن تافراقين على ابي سعيد سلطان مرين مستنجدا به على ابي تاشفين الاول، فوعده المظاهرة. وخطب فاطمة شقيقة ابي زكرياء لابنه ابي الحسن. فزفت اليه سنة ٣١ وقتلت في وواقعة طريف سنة ٤١ فخطب ابو الحسن بعدها لنفسه اختها شقيقة الفضل سنة ٤٦ وزفت اليه سنة ٤٧.
واضعف الحفصيين الثورات والفتن والحت عليهم عبد الواد بالغارات. فتحركت مرين لنصرة الحفصيين حتى اذا غلبت على تلمسان وحاورت الحفصيين اربى اضرارها بهم على عبد الواد. ففي سنة ٦٩٩