للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت واقعة جبل الزان بين مرين وابي زكريا المنتخب انهزم فيها.

ومات بها خلق كثير حتى سمي المعترك "مرسى الرؤوس". وفي سنة ٧٠١ خرج أبو يحي أخو السلطان يوسف المريني الى بجاية.

فضايقها. وبلغ تاقرارت من وطن سدويكش. وخشي أبو عصيدة على ممالكه. فصانع السلطان يوسف. وأوفد عليه رسله سنة ٧٠٣ لتجديد عهد الصلة بين الدولتين. واقتفى أثره خالد أمير بجاية.

وأوفد رسله أيضا سنة ٧٠٤ فانقبضت مرين يومئذ عن بجاية الى سنة ٤٨ حيث استولى ابو الحسن على تونس ومحا الدولة الحفصية. ثم ثار عليه العرب بافريقية وابنه ابو عنان بالمغرب. فاضطر لتسليم الممالك الحفصية فعادت الى أهلها سنة ٧٥٠.

وفي سنة ٥٣ ملك أبو عنان تلمسان. ونزل لمدية فوفد عليه أمير بجاية أبو عبد الله محمد. وكانت بينهما صداقة منذ كان في منفاه بندرومة. فشكا اليه سوء طاعة جنده وبطانته وامتناع رعيته من الجباية، فكلف ابو عنان من يزين له النزول عن بجاية واستبدال بعض ولايات المغرب بها، فتنازل عنها لابي عنان على ان يلي مكناسة فلم يف له بعهده.

وبامتلاك أبي عنان بجاية فتح باب شر على قسنطينة فوالى عليها غاراته الى ان اشتد مرضه بفاس وظن وزراؤه هلاكه منه. فكتبوا الى عبد الله الياباني سنة ٥٧ بالاقلاع عن قسنطينة وارجف بموت السلطان فأحرق عبد الله مجانيقه. وارتحل لا يلوي على شيء، وكان القائد موسى بن ابراهيم بوادي القطن. فسرح اليه ابو العباس أحمد أمير قسنطينة أخاه زكريا. فبيته في ذي الحجة وقتل طائفة من اركان جيشه، وأبل ابو عنان من مرضه، فآسفته هذه الواقعة، وخرج بنفسه الى قسنطينة، فاستولى عليها، وفتحت قواده تونس، وخرج سلطانها

<<  <  ج: ص:  >  >>