ابراهيم الثاني، فجمع جموعه، وقصد ابا عنان، فبلغ فحص تبسة، ولكن مرين تسللت الى مغربها، فاضطر ابو عنان الى العهود، فانكفأ ابراهيم الى تونس، وطرد منها مرين، وكل ذلك سنة ٥٨ وأعاد ابو عنان جيوشه الى افريقية سنة ٥٩ فلم تتجاوز عمل بونة، وبعد موته خرجت مرين من الممالك الحفصية، فلم تطأها بعد، وعادت الكرة للحفصيين، فطمع سلطانهم عزوز سنة ٨٢٧ في فاس حتى دافعه صاحبها عبد الحق ببيعته.
واما عبد الواد فقد أغضبها الحفصيون بتقوية مغراوة وتوجين عليها وأطمعها الجوار في ممالكهم، فأخذت تدبر لهم الثورات وتردد عليهم الغارات حتى ملكت عليهم كثيرا من أعمال بجاية، وطمعت في فتح بجاية نفسها، وحافظت أولا على الدعاء لهم حتى والى ابو عصيدة السلطان يوسف وهو محاصر لها بتلمسان. فقطع ابو زيان الاول دعوتهم الى ان دخل السلطان عزوز تلمسان سنة ٨٢٧ فبايعه صاحبها.
وفي سنة ٦٧٧ قدم ابراهيم بن ابي زكرياء الاول من الاندلس طالبا للخلافة بتونس، فنزل على يغمراسن، فبايعه ووعده المظاهرة على شأنه، وخطب منه ابنته لابنه عثمان، فزفت اليه من تونس سنة ٨١ ولما قتل ايام الدعي فر ابنه ابو زكريا الى صهره عثمان، فأكرم مثواه، ثم بويع بتونس عمر الاول، فوفد على ابي زكريا من حرضه على الثورة عليه، فلم يأذن له صهره عثمان. فتظاهر ذات يوم بالصيد.
ولحق بالعرب الذين أعانوه على امتلاك بجاية. وأصبح يغير على تونس. فاستاء عثمان. وجدد بيعته لابي حفص عمر فطلب منه اشغال ابي زكريا عنه بالغارة على بجاية. فحاصرها عثمان سنة ٨٦ سبعة أيام، فاضطر أبو زكريا لترك افريقية. واقلعت جيوش عثمان الى تلمسان.
فلما ولي ابو عصيدة أجلب على ابي زكريا. فتوسل الى عثمان بالصهر.