ما بين سنتي ٦٢٨ - ٩٤١ ثلاث عشرة وثلاثمائة سنة. ومدتهم بتونس ما بين سنتي ٦٢٧ - ٩٨١ اربع وخمسون وثلاثمائة.
وعلة سقوط دولتهم امتناع بداة العرب والبربر من الجباية، وقلة اهتمام الخلفاء بالدولة، وانقطاعهم الى لذاتهم الشخصية، ووقوعهم بين دولتين عظيمتين هما اسبانيا غربا والعثمانيون شرقا.
ورائد العثمانيين الى المغرب هو بربروس، كان معنيا بغزو مراكب النصارى البحرية ومدائنهم الساحلية، واعجبه موقع تونس، فاستمال صاحبها محمد بن الحسن بالهدايا ومنحه خمس الغنائم، ونزل عليه. ولحق به أخوه خير الدين، وكثرت أمواله وجنوده فهاجم بجاية وبقية السواحل التي ملكتها اسبانيا، وسر به الحفصيون والامة، فوصل يده بابي بكر وعبد العزيز أميري قسنطينة والقلعة واستدعته كتامة لاسترجاع جيجل، فملكها سنة ٢٠ واتخذها مركز حركته ثم ملك الجزائر سنة ٢٢ وبعث بفتحها الى السلطان سليم العثماني، فولاه بها، وكان ذلك أول قدم للدولة العثمانية بالجزائر، واغضب صنيع بربروس الحفصيين، فوصلوا ايديهم بملوك تلمسان واستمالوا أحمد بن القاضي أعظم زعماء البربر يومئذ، ولم تفدهم هذه السياسة غير التشويش على الاتراك وتعطيل هجومهم على تونس.
وهنا نلخص عن القيرواني والدمشقي ما بين حياة الخلفاء المتأخرين وموقفهم بين الاتراك والاسبان قال القيرواني ما ملخصه:
" لما ولي يحي بن محمد المسعود جاءته بيعة بلد العناب وقابس وصفاقس، ودانت له البلاد، وخرج أكثرها عن محمد بن اخيه، وملك الاتراك الجزائر واضطربت على ابنه الحسن البلاد، وخرجت عنه سوسة والقيروان، وملك الاتراك قسنطينة ودخلوا عليه تونس سنة ٩٣٥ فاحتمى بملك اسبانيا، فأخرجهم عنه سنة ٤١ واستقدمت