بطانة ابنه أحمد علي باشا الجزائر، فملك تونس سنة ٧٧ واستنجد أحمد اسبانيا، فاشترطت عليه شروطا اباها. وقبلها أخوه محمد، فأدخلوه تونس وفر عنها الأتراك ثانية الى أن قدم الوزير سنان باشا من الأستانة في ربيع الأول سنة ٨١ واجتمع اليه الاتراك والعرب والبربر من الجزائر وتونس وطرابلس، ففتح برج الاسبان بحلق الوادي سادس جمادى الأولى ثم قلعة البستيون المتحكمة في تونس في الخامس والعشرين منه " اهـ.
وقال الدمشقي في أخبار الدول ما خلاصته: "كان محمد بن الحسن مشتغلا باللهو والخمر مهملا لأمور الملك، وترك خمسة واربعين ذكرا، خلفه منهم الحسن فقتل أخوته لم ينج منهم الا الرشيد وعبد المؤمن لغيبتهما، واشتغل بالخمور والفجور وجمع حوله أكثر من أربعمائة أمرد، فمالت عنه الأمة الى الرشيد.
" ولجأ الرشيد الى خير الدين صاحب الجزائر. واستعان به على حرب أخيه. فشكاه الحسن الى سلطانه سليمان. فاستقدمه، وأمره باستصحاب الرشيد ليمسكه عنده. ولكن خير الدين لما وفد عليه زين له امتلاك تونس ليتمكن من التحكم في البحر، وعرفه سخط الامة على الحسن. فاذن له.
" وجاء خير الدين تونس. فكاد أهلها بانه آتى بالرشيد. فملك المدينة. وفر الحسن الى اخواله من العرب. ثم شعروا بالمكيدة.
فأغار الحسن على تونس من غير طائل. ثم لحق بملك اسبانيا مستنجدا. فاستقبحت الامة فعل الحسن. واخلصت لخير الدين.
ولكن قوة اسبانيا كانت فوق الطوق. فانهزم خير الدين بعد حروب.
ودخل ملك اسبانيا والحسن تونس حوالي سنة ٤٠ ثم عاد الملك بنفائس الذخائر. وكثر عدد الاسبان بتونس، وابتنوا مدينة مسورة، وتضرر بهم عامة المسلمين.