ثم أقلعوا عنها، وانعقد الصلح بين الفريقين سنة ٧٣ وانتقم يغمراسن من توجين.
ثم ان يعقوب عزم على الجواز الى الاندلس، فارسل الى يغمراسن في تأكيد الصلح رسالة منها هذان البيتان:
فلتترك الناس الى جهادهم ... مؤملين في حمى بلادهم
واقعد ولا تنهض الى توجين ... فانها في العهد مع مرين
فأحفظ يغمراسن حمايته لتوجين وهي من رعيته. ونقض الصلح. فكانت بينهما واقعة الملعب سنة ٨٠ والملعب ميدان لعب الخيل باحواز تلمسان. وانهزم يغمراسن فانحصر بتلمسان أياما.
وشاركت توجين مرين ايضا في اعمال الفساد، ثم عاد كل الى مقره.
وانتقم يغمراسن من توجين. وتوفي، واوصى ابنه عثمان بمسالمة مرين، فعقد السلم مع يعقوب سنة ٨٤.
ثم آوى عثمان بعض الثوار على يوسف بن يعقوب، فخرج يوسف سنة ٨٩ الى تلمسان، وحاصرها ستة عشر يوما اصابت فيها ايدي الجيش نواحيها بالنهب والتخريب، ووفد ثابت بن منديل المغراوي على يوسف سنة ٩٤ مستصرخا به على عثمان، فارسل اليه بالشفاعة فيه، فردها عثمان، وخرج يوسف منتقما منه سنة ٩٥ فحاصر ندرومة اربعين يوما، ثم حاصر تلمسان سنة ٩٦ اياما ثم نصب عليها قوس الزيار في رجب سنة ٩٧ وحاصرها سنة أشهر، وانزل جيوشه بوجدة للغارة على مملكة تلمسان.
وفي رجب سنة ٩٨ خضعت ندرومة لبني مرين لاضرار غارات العسكر بها وفي شعبان نزل يوسف على تلمسان، واقام محاصرا لها الى ان قتله احد خصيانه في ذي القعدة سنة ٧٠٦.
وأعظم آفات الملوك عبيدها وملكت مرين في هذه المدة كل مملكة تلمسان ما عدا المدينة