ودخلت جيوشها مملكة بجاية، فملكت ندرومة وهنين سنة ٩٨ ووهران ومستغانم ومزغران وتنس ومليانة سنة ٩٩ والقصبات وبرشك وشرشال ووانشريس ومازونة والبطحاء وتامزقدت سنة ٧٠٠ وتفرقينت ولمدية سنة ٧٠٣ ولما قتل يعقوب رغب في الملك كل من أخيه ابي يحي وابنه ابي سالم وحافده ابي ثابت عامر، فراسل عامر بني عبد الواد في تخلية ممالكهم على ان يؤيدوه، ففعلوا، وتم له الامر، ووفى لهم بالعهد، وبقيت السلم بين الدولتين الى أن نقضها ابو سعيد عثمان، فأغار سنة ٧١٤ على تلمسان وبلغ الملعب، وعاثت جيوشه في الجهات قتلا ونهبا، وفتحوا معاقل بني يزناسن ثم عادوا الى فاس.
واستولت مرين من بعد على تلمسان ست مرات وعلى الجزائر الحفصية مرتين وتداخلت بعد ابي حمو الثاني في أمر العرش ونصبت حمايتها على المستعينين بها على الملك، ثم ضعفت عن ذلك حتى انها احتمت بالدولة الحفصية.
ولم تجن الجزائر من تداخل مرين في أمرها غير تخريب قصور ونسف عمران الى تعطيل حركة الانتاج وسير الاقتصاد الى افساد الرعايا ونشر الفوضى الى اضعاف الحكومة الشرعية وشغلها عن ترقية ممالكها.
وقد ترك يوسف بن يعقوب وابو الحسن ابن أخيه بالجزائر آثارا، منها ابتناء قصبة لمدية سنة ٧٠٤ ومنها تأسيس المنصورة سنة ٧٠٠ حيث المعسكر المحاصر لتلمسان، بني اولا قصر السلطان بمضرب قبابه وبازائه جامع كبير ومنارة عظيمة على رأسها تفافيح من ذهب بسبعمائة دينار، وادير على القصر والجامع سور وابتنى الناس حوله المنازل والقصور وغرسوا البساتين وأجروا المياه وادير على ذلك سور سنة ٧٠٢ فكانت مصرا من أعظم الامصار عمرانا ونفاق أسواق، ذات حمامات وخانات ومارستان، وخربها من بعد بنو عبد الواد وطمسوا معالها.