دون نفوذ ابيه اليه فلم يخلص اليه الا وهو مهيض الجناح. ولكنه شغل به حتى مات سنة ٥٢ فاستقام له الامر. واستعد لاسترجاع ما استولى عليه أبوه.
ففي سنة ٥٣ زحف الى تلمسان. وكان ابو دينار سليمان بن علي الذوادي مع أبيه ووفد عليه بعد وفاته. فسرحه بين يديه لحشد رياح. وخرج عثمان من تلمسان بجموعه، فكان اللقاء بسهل انكاد في جمادى الاولى، فانهزم بنو عبد الواد. وأسر ابو عنان سلطانهم عثمان، وقتله لما احتل بتلمسان، ونجا اخوه ابو ثابت من المعركة. فاحتمل الحرم وما خف من الذخيرة. ونزل بشلف على مغراوة، وأخذ في الحشد، فسرح له ابو عنان وزيره فارس بن ميمون. فكانت على شلف معركة شديدة في رجب، ثم هزم الوزير ابا ثابت واستولى على معسكره بما فيه من نساء وأموال ودواب، وقصد الجزائر، فخضعت له، وذهب ابو ثابت في فل من أصحابه مشرقا، وجاء ابو عنان الى لمدية، فأرسل الى أمير بجاية يترصده فقبض عليه وعلى ابي زيان ابن اخيه عثمان ووزيرهم يحي بن داود.
وبعثهم الى ابي عنان. فقتلهما في رمضان بتلمسان. واستحيا ابا زيان وانتهت الدولة الثانية لبني عبد الواد. فكانت حياتها على يد أبي حمو الذي نجا الى تونس.
ووفد محمد بن يحي أمير بجاية في شعبان على ابي عناد بلمدية لما بينهما من قديم الود. وطمع ان يعينه على تعنت رعيته. فاشار اليه بتسليم بجاية اليه. فأعين للملأ تسليمه. وكتب الى عامله ببجاية بتمكين عمال أبي عنان منها ولسان حاله يقول مكره اخاك!
وكان الصنهاجيون أهل الشوكة ببجاية. فولى ابو عنان بها عمر بن علي الوطاسي. وبنو وطاس بنتسبون الى يوسفه بن تاشفين