للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصنهاجي. فلم ينخدع الصنهاجيون لهذه المجاملة السياسية. وثاروا بالعامل ومن معه من مرين لكن أعيان بجاية خشوا ابا عنان. فاستدعوا عامله بتدلس يحي بن عمر الونكلسني ليقوم بأمرهم ريثما يولي عليهم ابو عنان.

بلغ الخبر ابا عنان. فانهض حاجبه محمد بن أبي عمر في خمسة آلاف فارس في ذي الحجة. وقصدت صنهاجة الى لقاء الحاجب ببني حسن. ثم خامت عن اللقاء ولحق أثافي الفتنة منها بقسنطينة فتونس.

ولقي مشيخة بجاية الحاجب بتكلات. فأشخص أهل الظنة منهم الى ابي عنان بتلمسان. ودخل بجاية في المحرم سنة ٥٤ وسكن الاحوال.

ووفد عليه يوسف بن مزني والذواودة. ورجع بمن وفد عليه من العرب الى تلمسان في جمادى الاولى. قال ابن خلدون:

" وكنت يومئذ في جملتهم. وقد خلع علي الحاجب وحملني واجزل صلتي وضرب لي الفساطيط. فجلس السلطان للوفد واعترض ما جنب له من الجياد والهدية. وكان يوما مشهودا. ثم أسنى جوائز الوفد. واختص يوسف بن مزني ويعقوب بن علي بمزيد البر والكرامة. وائتمرهم في شأن افريقية ومنازلة قسنطينة وانصرف الحاجب بي وبالوفد لاول شعبان " اهـ.

واطلق السلطان يد الحاجب في المال والجيش، وولاه حرب قسنطينة وانزل معه موسى بهن ابرهيم اليرنياني من طبقة الوزراء بقرية بني ورار تحت نظره وفي سنة ٥٥ هزم الحاجب أمير قسنطينة.

وانتهى الى ميلة. فترك بها موسى بن ابرهيم. وتقلب في عمله حتى بلغ المسيلة وهلك ببجاية فاتح سنة ٥٦ فنقل الى تلمسان. وكان حميد السيرة. وجمع له ابو عنان قبل ولاية بجاية بين العلامة والقيادة والحجابة والسفارة وديوان الجند والحساب والقهرمة وسائر

<<  <  ج: ص:  >  >>