ومال اليه ذوو عبيد الله، فلما يسع أبا حمو الا الفرار، ودخل عبد العزيز تلمسان في المحرم سنة ٧٢ واستولى على مملكة عبد الواد، وفرق العمال في الجهات، وانتزع من العرب اقطاعاتهم، فثاروا عليه في كل ناحية، واضطرهم المغرب الاوسط نارا، فاضطر سنة ٧٣ لامضاء اقطاعات العرب، وأخرج الجنود لاخضاع بقية الثوار من مغراوة وحصين وغيرهم، وأقام بتلمسان حتى توفي بها سنه ٧٤ فنقل شلوه الى فاس، وبويع ابنه. فولى على تلمسان ابراهيم بن ابي تاشفين الاول كان مكفولا لمرين منذ مقتل أبيه، واستدعى ابا حمو أولياؤه من منتبذة بتيقوارارين، وردوا ابراهيم على عقبه الى فاس، ودخل أبو حمو تلمسان في جمادى الاولى، فكانت مدة هذا الاستيلاء عامين وأشهرا.
وفي سنة ٧٦ انقسمت دولة مرين بين أحمد بن أبي سالم بفاس وابن عمه عبد الرحمن بمراكش، ثم كانت بينهما حروب، فمال ابو حمو الى صاحب مراكش لبعده عن جوار مملكته، وأراد أن يرغم أحمد على الافراج عنه سنة ٨٤ فاجلب بجموع العرب وزناتة على مملكة فاس، وقام بدفاعه ونزمار بن عريف وعامل فاس، ثم ورد الخبر بفتح مراكش منتصف السنة، فانقبض ابو حمو الى تلمسان وعاد احمد بن ابي سالم من مراكش، فاخرج ابا حمو من تلمسان سنة ٨٥ وهدم قصور الملك بها.
وكان الغني بالله بن الاحمر صاحب غرناطة وليا لابي حمو، ولديه كثير من بني عبد الحق المرشحين للملك، فكان يمنع أبا العباس أحمد من حرب تلمسان متى هم بها. فلما فتح مراكش ظن قوته لا يؤثر فيها بن الاحمر. وأجلى أبا حمو فانتقم منه بن الاحمر بتسريح موسى بن ابي عنان لفاس، واعانه على شأنه، فغادر ابو العباس تلمسان أوائل سنة ٨٦ ولكن موسى ابن عمه قد سبقه الى فاس وعاد طريده