موسى ابو حمو الى تلمسان. واصبج السالب مسلوبا، ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، وكانت مدة هذا الاستيلاء نحو سنة.
ثم عاد ابو العباس الى ملك فاس. وأعان ابا تاشفين الثاني على قتل ابيه ابي حمو. وسجن لديه أخاه ابا زيان ليهدده به وقت الحاجة. وتوفي أبو تاشفين سنة ٩٥ فملك ابو العباس تلمسان، وأقام بها ابنه عبد العزيز لاخضاع ممالكها، بعض سنة، وتوفي أبوه سنة ٩٦ وبويع مكانه. فعاد الى فاس. وأطلق من السجن ابا زيان. فملك تلمسان. ولم تدخل الراية المرينية الجزائر بعد.
وهكذا كان القرن الثامن قرن عراك بين مرين وعبد الواد.
وانتهى بضعفهما معا، وجروا معهم في الضعف دولة غرناطة اذ كانت تستمد منهم عسكريا وماليا وادبيا. فتقوى عليها الاسبان حتى قضى عليها سنة ٨٩٧ واشتدت وطأته على سواحل المغرب أجمع. وما ذلك الا لاهمال العمل بمثل قوله تعالى:{واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}.