للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتوفر الدواعي لنقله وانتشاره ثم تدوينه في الكتب. ولم تحو كتب التاريخ شيئا عن هذه الرحلة الشعبية التي لا تتيسر حتى اليوم.

٣ - اما القائلون بأن البربر ايجيون فانما نسبوهم الى وطن ولم ينسبوهم الى أصل بشري. ثم انه وطن ضيق والبربر امة من اوفر الامم عددا. على ان افلاطون اليوناني أدعى- كما سبق- انهم اصليون بوطنهم فلو كانوا منقولين من جهات بحر هيجاي لما خفي ذلك عليه. واهل مكة ادرى بشعابها.

ويصعب على النفس تكذيب هذه الطائفة بتاتا فالذي يظهر أن عرقا ايجيا موجود بوطن البربر، وهو الذي اوقعهم في تلك الشبهة. ولكن البربر اقدم في هذا الوطن من الايجيين واكثر عددا وأعز نفرا.

٤ - واما القائلون بان البربر ساميون قد علمت اختلاف رواياتهم وقد رد ابن خلدون رواية الطبري انهم من ولد ابراهيم عليه السلام بما محصله: ان البر كانت لهم من الكثرة في زمن داوود عليه السلام ما يبعد كونهم من نسل ابراهيم لعدم طول المدة بين ابراهيم وداوود طولا يتشعب معه البربر ذلك التشعب.

ورواية بروكوبس بمعنى رواية الطبري وقد علمت ما فيها، ولو قال هؤلاء بإنه يوجد بين البربر عرق عبري لكان صحيحا فقد اثبت الباحثون وحققوا وجود طائفة من اليهود بين البربر من قديم، حتى انهم لقدمهم لا يعرفهم قدماء مؤرخي الاسرائيليين. ومعابدهم مخالفة تماما لمعابد سائر اليهود. وللعلامة شلوش اليهودي في هذا الموضوع كلام في غاية التحقيق.

والفينيقيون معلوم انهم طارئون على البربر وليسوا مجتمعين معهم في الاصل قصعا. وانكر ابن خلدون ايضا القول بانهم من ولد جالوت او عملاق وقال فيه، "قول ساقط يكاد يكون من احاديث خرافة".

<<  <  ج: ص:  >  >>