بقوله:"وهو على ساحل ترنانا في جبل منيف. به معدن الأثمد، ويحيط به البحر من ثلاث جهات، وله مرتقى وعر من شرقيه لا يطمع فيه أحد، وله بساتين وشجر كثير وأهله من البربر يعرفون ببني منصور" اهـ.
وبقيت الرئاسة في عقبة وبايع هرون بن موسى بن خليفة يعقوب ابن عبد الحق وتغلب على ندرومة. فاسترجعها منه يغمراسن وغلبه على تاونت. ثم تغلب يعقوب بن عبد الحق على ندرومة واعاد الهيا هرون. فاستبد بها. وقطع دعوة الدولتين منها خمس سنين حتى غلبه يغمراسن سنة ٧٢ فلحق بيعقوب بن عبد الحق وأجار الى الاندلس واستشهد هنالك.
وخلفه على مطغرة أخوه تاشفين. وهلك سنة ٧٠٣ وبقيت الرئاسة في عقبة. هذا ما حدث به عبد الرحمن بن خلدون. وقال أخوه يحي: في ربيع الاول سنة ٩٨ شرق عثمان الاول الى توجين وأطال المغيب في تدويخ بلادهم. فخلع زكريا بن يخلفتن المطغري قائده بندرومة طاعته. وبايع لمرين. فاضطرمت أرجاء حضرته نار فتنة. فأخذ السير الى تلمسان. وكان أثر ذلك الحصار الطويل.
وأما كومية فقد بقيت منهم بعد الدولة المؤمنية علالة في بني عابد قوم عبد المؤمن متخدة مع ولهاسة. كان من رؤسائهم ابراهيم بن عبد الملك، نسبه ابن خلدون مرة الى ولهاصة وأخرى الى بني عابد، وكان آخذا بدعوة ابي الحسن بعد تغلبه على تلمسان، فلما وقعت عليه واقعة القيروان واشتد الهرج في الاوطان حدثته نفسه باحياء الدعوة المؤمنية، فدعا لنفسه، وأضرم بلاد كومية وسواحل تلمسان نار فتنة، وعاد آل زيان الى تلمسان فخرج اليه ابو ثابت الزعيم عاشر رجب سنة ٧٤٩ فاقتحم هنين وندرومة وأسره واعتقله