وكان ابتداء تأسيسه لها سنة ٣٣٨ وارتحل اليها أهل المعسكر من أهل تاهرت ويلل وشاطئي بني واطيل ووهران وقصر الفلوس. فعمرت وتمدنت وعظمت. وهي في سفح جبل اوشيلاس. وهو بجوفيها ذو شعراء غامضة وقبليها نهر سيره ينبعث من عيون شرقيها، عليه الارحاء والبساتين من كلتي ضفتيه، وغربي فكان اسفل بساتينها مجمع وادي سيرة ووادي سي ووادي هنت. وعلى المدينة سور طوب، وبها جامع وحمام وفنادق" اهـ. ولعل لفظ من في قوله من أهل تاهرت محرف عن الواو.
واما هوارة فكانت رئاستهم في بني اسحق. واختص كبيرهم محمد بن اسحق القلعة المعروفة بقلعة هوارة. ومات. فخلفه اخوه حيون. وصارت في عقبة ووالوا آل زيان. فاستعمل منهم ابو حمو الاول يوسف بن حيون على توجين سنة ٧١٥ الى أن خلفه على توجين ابنه يعقوب امرة أبي تاشفين الاول. ثم غلب ابو الحسن على تلمسان، فاستعمل عبد الرحمن بن يعقوب على قبيله ثم عبد الرحمن ابن يوسف. ثم ابنه محمدا. ثم تلاشت هوارة. وخف ساكن القلعة فانقرض بيت بني اسحق.
واما مغراوة وتوجين فكانوا مناهضين للدولة. وتكررت فتنهم حتى إن ابا حمو موسى الاول اقام سنة ٧١١ لحربهم بوادي نهل من شلف. وابتنى هنالك قصره المعروف باسمه قرب مازونة. وهو المعروف اليوم بعمي موسى.
وكانت مدينة الجزائر للحفصيين. ويدير أمرها مشيخة من أهلها. فنبذوا دعوتهم سنة ٦٦٩ ونازلتهم العساكر مرارا. فامتنعوا عليهم. ثم فتحوها سنة ٧٤ واعتقل مشيختها بتونس حتى سرحهم الواثق ثم قطعوا دعوتهم ثانيا حوالي سنة ٩٨ واستبد بها محمد بن