فقط. ودخل أخوه ابو حمو فأعمله. وبينما هم مطرقون اذ دخلت دعد وصفية زوج عثمان الحفصية. فقالت: لم يبق لمصارعكم غير فواق ناقة وبنات زيان يقلن لكم لا خير في العيش بعدكم. فاريحونا من معرة السبي! فامتنع ابو زيان- وكان شفوقا- من قتلهن- وراجعه ابو حمو فيه فقال لعل الله يجعل بعد عسر يسرا. فأرحئني ثلاثا وسرح بعدها اليهن اليهود والنصارى وتعال نخرج في قومنا فنستميت وأجهش بالبكاء واذا برسول مرين ينعى له سلطانهم! " اهـ بايجاز.
والى جانب ما لهم من شجاعة حربية وادبية نرى شهادة عدوهم عريف بن يحي شيخ المجالس الملوكية لهم بالسبق في ميدان السياسة.
قال ابن خلدون: "سمعته يقول موسى بن عثمان هو معلم السياسة الموكية لزناتة وانما كانوا رؤساء بادية فحد حدودها وهذب مراسمها واقتدى به اقتاله وانظاره منهم" اهـ.
وكان ابو تاشفين الاول اوسعهم مملكة واغناهم خزائن واكثرهم آثارا. وابو حمو الثاني أعظم قدرا وأوفاهم من الخطوب كيلا.
وعلو كعبه في الحرب والسياسة والعلم والادب يظهر لمن درس كتابه " واسطة السلوك في سياسة الملوك" وأيامه تكفل بتفصيل حوادثها صاحب زهر البستان. وخصها يحي بن خلدون بالجزء الثاني من كتاب بغية الرواد.
وكانوا أيام عظمتهم متحدين لا يتنازعون أمرهم بينهم. فأبو حمو اول من بايع أخاه ابا زيان. وقال يحي بن خلدون يذكر عثمان الثاني وأخاه ابا ثابت: "استشعرا كلاهما ابهة الملك. ودان له الناس بالبيعة. ومضت اوامره في الاحكام والجبايات الا ان السرير والمنبر والدينار للسلطان عثمان، والجيوش والالوية والحروب للسلطان ابي ثابت مع تعظيمه لاخيه وبروره به، ورضي يوسف أخوهما الاكبر