سكنى ندرومة للعبادة. ولم أقف بتاريخ على مثل هذه الاخوة " اهـ. واول من شرع العقوق منهم ابو تاشفين الاول، فكان هو سبب ثورة محمد بن يوسف على أبيه. ثم أقدم على قتله وسلك سبيله سميه بن أبي حمو الثاني. وكان اكبر أبنائه، منافسا لاخوته كثير الشكوك في أبيه، ولي عهده في جمادى الاولى سنة ٧٧٤ واشتدت غيرته من المنتصر وابي زياد وعمير، أمهم ميلية، وتولى ابو زيان منهم وهران، فطلبها ابو تاشفين من أبيه مزاحمة له، وماطله بها، فعدا على الكاتب ابن خلدون، ووضع على ابيه العيون خائفا ان يخلعه من ولاية عهده.
ولم يطب لابي حمو المقام معه، فحرج الى الجزائر موريا باصلاح العرب. فرده أبو تاشفين من أسافل البطحاء، ثم ارسل الى ابنه المنتصر عامل مليانة بولاية الجزائر واحمال من المال وانه لاحق به متى وجد فرصة، فاطلع ابو تاشفين على ذلك ايضا، واستشاط غيظا، وخلعه سنة ٨٨ واعتقله بقصبة وهران، واعتقل بتلمسان من بها، من اخوته، وتوجه نحو مليانة فاستولى عليها. وتحصن منه المنتصر بحصين. فاقام محاصرا له بتيطري وخشي أن يكيده ابوه وأخوته من خلفه. فبعث من يقتلهم. وبلغ أبا حمو مقتل اولاده.
فصعد على سور القصبة مستغيثا بالوهرانيين. فاغاثه خطيبهم. وقام ببيعته. وتدلى اليهم بحبل وصله بعمامته! ودخل قصر الملك بتلمسان اوائل سنة ٨٩.
وبلغ الخبر ابا تاشفين. فأخذ السير الى تلمسان. فدخلها.
وكانت يومئذ عورة لهدم مرين أسوارها وحصونها. فالتجأ ابو حمو الى مأذنة الجامع الاعظم. فاستنزله ورق له وبكى. وقبل يده.
فاستأذنه ابو حمو في الحج. فأركبه من وهران ولكنه نزل ببجاية.